تعاطي وتجارة المخدرات الى ارتفاع جنوبا

مكافحة المخدرات

تتنامى آفة تجارة وتعاطي وترويج المخدرات في مختلف المناطق الجنوبية، لاسباب عديدة، في مقدمها الانشغال الامني خلال السنتين الماضيتين بمكافحة الارهاب والتفجيرات واغفال ظاهرة “المخدرات” الى حد ما، فضلا عن عدم قيام القوى الامنية باتلاف الاراضي المزروعة بـ”الحشيشة” في البقاع، فيما يتشكل مروجو المخدرات ومتعاطوها من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين من اعمار تبدأ بسن الـ7 اعوام، ولاسباب مختلفة منها ما يتعلق بتفكك الاسرة والفقر والبطالة والعوز وكسب المال والتربية غير الصحيحة والسلوك المتأثر بالغير، فضلا عن الابعاد الامنية والاخلاقية والضياع والتشتت.

وقال مصدر امني لـ”المركزية” ان لتاريخه ومنذ اوائل السنة الحالية، في الجنوب وحده، أوقفت القوى الامنية 340 شخصا تقريبا من المتعاطين والمروجين وتجار المخدرات والاغلبية الساحقة منهم من السوريين، يليهم اللبنانيون والفلسطينيون، مشيرا الى ان في العام 2013، أوقفت القوى الامنية في الجنوب 420 شخصا، فيما وصل في العام 2013 اجمالي عدد الموقوفين في جميع جرائم المخدرات في لبنان الى 3389 موقوفا. ولم تخف مصادر معنية بالملف لـ”المركزية” ان النزوح السوري شكّل بيئة حاضنة لبعض هؤلاء للاتجار بالمخدرات، مشيرة الى ان معظم الموقوفين في اغلبية المناطق هم من النازحين، مؤكدة ان مصدر كافة اشكال المخدرات وتصنيعها هو البقاع والمخيمات الفلسطينية ومناطق قريبة من الضاحية كحي السلم، وان القوى الامنية توصلت الى خطة لاستدراج التجار والايقاع بهم في كمائن خلال توجههم لتصريف المخدرات.

وأشارت الى ان القوى الامنية تمكنت من توقيف السوري مصطفى محمد المقداد، فيما تمكنت مخابرات الجيش من توقيف السوري قاسم يوسف جعفر ولاذ الثالث بالفرار وهو محمد ر، كما تم ضبط مسدس حربي من عيار 7 ملمتر و1880 غراما من حشيشة الكيف والحبوب المخدرة من الكبتاغون. وبعد التحقيق مع افراد العصابة باشارة النائب العام الاستئنافي في النبطية القاضية غادة ابو كروم، تم تسليم والمضبوطات والمقداد الى مكتب مكافحة المخدرات الاقليمي في الجنوب. ولفتت المصادر الى ان التجار في دائرة الرصد والمتابعة، مشيرة الى ان كما ان لبنان يتصدى للارهاب، فان القوى الامنية تخوض حربا مع ارهاب لا يقل خطورة هو آفة المخدرات التي تترك اثارا نفسية ومعيشية على المجتمع والبيئة والاسرة.

وقالت ان عددا قليلا من تجار المخدرات الذين التجأوا الى مخيم عين الحلوة تم تسليمهم في اوقات سابقة الى القوى الامنية وان هناك اعدادا أخرى منهم لم يسلموا لغياب المرجعية الامنية او السياسية الواحدة في المخيم فضلا عن ان تسليم البعض منهم كان خجولا لاعتبارات حزبية وشخصية وسياسية، مشيرة الى ان هذا الامر يسري على مخيمات اخرى كصبرا وشاتيلا وبرج البراجنة والرشيدية والبداوي ومخيمات فلسطينية اخرى على الاراضي اللبنانية وان القوى الامنية تعلم بأعدادهم واماكن تواجدهم.

ونفت المصادر ان تكون الجامعات ملاذا امنا لتعاطي المخدرات وقالت “ان كان هناك طالب يتعاطى خارج الجامعة او المدرسة فهذا لا يعني على الاطلاق وجود شبكات لترويج وتعاطي المخدرات في الجامعات سواء في لبنان او الجنوب. واعتبرت ان دور القوى الامنية في ملاحقة تجار المخدرات والمتعاطين، يجب ان تواكبه الجمعيات الاهلية بحملات توعية وانشاء مراكز تتولى شرح مخاطر المخدرات واثارها السلبية على صحة المدمن.

وختمت المصادر يوجد في لبنان 25 الف حالة ادمان مسجلة لدى الجهات المعنية والمختصة وان المؤسسات الصحية وعلى رأسها وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية والمراكز الصحية والبلديات تساعد في العلاج والتوعية على خطر المخدرات، والتربية من خلال الابتعاد عنها وان هذا الموضوع يبدأ من الاسرة، ويستدعي اعلان حالة الاستنفار الشامل.

السابق
علوش: «حزب الله» يسعى لادخال الجيش في مواجهة مع السنّة
التالي
تايمز: اميركا تطيح السعودية من صدارة انتاج النفط