لا جديد تحت المطر: ليش ما عملوا الحفريات بالصيف؟

تعلو كلّ عام تعلو صيحة المواطنين ويخرج وزير الاشغال ليبرر ككل عام، الفيضانات المائية التي يغرق فيها لبنان، بأن السبب هو انخفاض الميزانية المخصصة للوزارة. ويدور السجال السنويّ بين وزارة الاشغال ووزارة المالية، ولا يتغير في الامر شيء. إنّها معزوفة كل شتاء.

في تصريح مقتضب، أعلنت وزارة الاشغال أمس أنّها “اتخذت الاجراءات المطلوبة في الطرق لاستقبال هطول الامطار”، من دون أن تكلّف المسؤول الاعلامي فيها حتى أن يشرح للمواطنين طبيعة الاجراءات التي اتخذتها في هذا الاطار. ربما حتى لا يُسجل عليها انها كذبت على الناس. واكتفت باصدار البيان المذكور.
وفي اتصال مع وزارة الاشغال لاستيضاح الامر، أخذت السكرتيرة الخاصة بالوزير رقم هاتف موقع “جنوبية” على أن تتصل لتحديد موعد مع المعنيين، لكن لا جواب حتى كتابة هذه السطور.
علما ان الارصاد الجوية كانت اعلنت منذ ايام قليلة عن عواصف رعدية وامطار غزيرة ستطال لبنان، لكن المفارقة انه، وخلال هذه الفترة اي منذ اسبوع فقط، انطلقت جرافات وزارة الاشغال في عملها في نطاق الضاحية الجنوبية التي تعاني طرقاتها الزحمة غير العادية، وبدأت بأعمال التزفيت في عدد من الطرقات العامة على مداخل حي السلم الشعبية المكتظة.
ولا يزال السبب مجهولا في توقيت انطلاق هذه الاعمال، خصوصاً أنّ الصيف كان حارا وكانت الاحياء الشعبية هذه شبه فارغة بسبب نزوح اهلها وقاطنيها صوب الجنوب او البقاع اوالشمال هربا من الحر وانقطاع المياه والكهرباء.
فما هو سبب انطلاق اعمال التزفيت والجرف هذه مع انطلاق موسم المدارس وزحمة السير المرعبة؟ وما السرّ في بدء الاشغال على اتوستراد الكفاءات مثلا – حيث تكثر المؤسسات التربوية – وتغيير منحى السير واقامة دوار في المنطقة نفسها. اضافة الى تكسير ونبش الفواصل والقواطع على جانبي الطريق على خط الحدث – الكفاءات وهو محيط يعج بالمدارس ايضا.

طوفان الغدير
وبالعودة الى الامطار وبيان الوزارة البارز، لم تكد تهطل امطار الشتوة الأولى حتى غرقت كل من الكورة والقبيات شمالا بالامطار، وانطلقت الشكاوى من انسداد المجاري الصحية. وعلت صرخة النازحين السوريين في الشمال جراء تطاير الخيم، ما ادى الى نومهم في العراء بسبب اهمال المؤسسات الدولية والمحلية لموضوع تأمين اماكن مبيت مناسبة لهم.
وقد علت صرخة المواطنين بسبب ورشة حفريات جديدة، ادت الى عرقلة كبيرة في التنقل، وحملت الاهالي على التساؤل: “ليش ما عملوها بالصيف؟”.
اما في إهدن، فقد غرقت الطرق والشوارع بالسيول وانسدت اقنية تصريف المياه بالقاذورات والقناني البلاستيكية والزجاجية والنفايات المنزلية، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام. فالبلديات لم تعمل على تنظيف هذه المجاري كما هي عادتها. وتنحّت الاتحادات عن اعمالها، في معزوفة سنوية باتت كالنشيد الوطني.

هكذا وفي كل عام قبل بداية الشتاء بأسابيع تعلو صرخة اهالي الاوزاعي والجناح والسبينس، وكل الاحياء القريبة من الشاطى، اضافة الى سكان الاحياء الشعبية في كل من التيرو ونهر الغدير وحي السلم وبرج البراجنة وصبرا وبئر حسن والكولا والمصيطبة و… الصرفند، فهل من يسمع؟
يذهب وزير ويأتي وزير، وتخرج الناس لتعبّر عن غضبها لكن لا جديد تحت المطر. ويعلن المواطنون عن تهديدهم الشهير بأنهم لن ينتخبوا اي نائب، لكنهم يتناسون ان النواب باتوا غير محتاجين لأصواتهم بسبب اعمال (التمديد) المستمرة في مجلس النواب.

السابق
قوة اسرائيلية تطلق النار على اسماعيل نبعة
التالي
LBC: موفد من قبل قطر وصل إلى عرسال