الصحافيّون الكُرد: نعمل في فضاء صحافي ضيّق

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الدور الذي لعبه الاعلام في هذه المرحلة الحرجة، ويتساءل المتلقي إن كان الاعلام قد قام بدوره أم لا، ففي حين لا يتردد موظفوا قناة «روداو» لحظة بالقول انّ صحيفة اجنبيّة اعتبرت انّ «روداو» كانت رائدة في نقل الخبر الكُردي إلى العالم، نرى بالمقابل انّ موالين لحزب الاتحاد الديمقراطي لا يكفون عن الانتقاد لـ«روداو» ويرون انّ «روناهي» (القناة التابعة لحزب الاتحاد) هي التي تنقل وجه الحق للمعركة الكُرديّة ضد «داعش»، وهكذا يمكن إسقاط هذه السجالات على مجمل المنابر الإعلاميّة ما يعني بأن المرحلة الإعلامية الكُرديّة في طور المخاض، لكن تأخر المولود الإعلامي الناضج !

ويرى برهم عليّ، وهو صحافي من كُردستان العراق، يعمل إلى جانب زميله الشغوف بالصحافة الورقيّة والكترونيّة بوتان تحسين «انّ هناك جهداً كبيراً ما زال يحتاجه الصحافي الكُرديّ حتى يقدم إضافة مهمّة للمتلقي خاصة وان المرحلة التي تمر بها كُردستان هي جداً حساسة».

بيد ان برهم علي رئيس تحرير جريدة «باس» الاسبوعية يضيف أيضاً انّ الواقع الكُرديّ تغيّر كثيراً منذ تسعينات القرن المنصرم حيث (والكلام يعود إلى كاك برهم) بعد العام 1991 برز واقع جديد في اقليم كردستان العراق، وتمتع الكُرد بنوع من الحرية السياسية، ومنذ ذلك الحين، اي منذ 23عاما تتم ممارسة العمل الصحفي في هذا الجزء من كردستان، لكن ما يبعث على الأسف ان الحدود التي تعمل فيها الصحافة الكردية في كردستان العراق ضيقة ولم تستطع الحركة الصحفية خرق هذه الحدود باصدار صحيفة كردية مقروءة ومعروفة على مستوى اجزاء كُردستان الأربعة.

ويعزو برهم علي السبب بأن»اغلب المشرفين على مشاريع العمل الصحفي في كردستان العراق، لا يهتمون من الناحية الرؤيوية والعمل الصحفي، بالاخبار والمواضيع المتعلقة بالأجزاء الاخرى من كردستان ويعملون في فضاء صحفي ضيق، فيما يعمل قسم منهم في منطقة نفوذ حزب معين، وآخرون في حدود مدينة واحدة معينة»، ويضيف علي»هناك انقطاع بين الصحفيين والاعلاميين من الاجزاء الاربعة، واللقاءات بينهم قليلة جدا، فيما كان يفترض ان يكون هناك لقاء بينهم كل ستة اشهر، على الاقل».

ويقول برهم عليّ «نحن في اسبوعية (باس) حاولنا تحقيق ذلك، فبالإضافة الى موقعنا الالكتروني الذي يهتم بالأخبار والمواضيع الثقافية باللهجتين (الكرمانجية والسورانية)، فأن لدينا عدد لابأس به من القراء على مستوى كردستان الكبرى»، كما يضيف « اننا اول صحيفة كردية من اقليم كردستان العراق ننشر صحيفة اسبوعية رسمية باللغة الكُردية (الكرمانجية) واللغة التركية في تركيا، كما ننوي ان يكون لنا مشروع مماثل في كردستان سوريا مستقبلاً.

فيما يرى عبدالحميد زيباري وهو مدير القسم العربي في موقع وكالة «بيامنير» للأنباء التابع للديمقراطي الكُردستاني بأن المشهد الصحافي ما زال يشوبه التأزم، ويقول متأسفاً انّ» المشهد الاعلامي ليس أحسن حالاً من المشهد الحزبيّ»، مضيفاً « الا انّ هناك جهداً وتنافساً كبيرين بين الصحافيين لتقديم مادة اعلاميّة جيدة ما يثير التفاؤل لدى المتلقي وصنّاع الاعلام».

السابق
انفجار قرب مطار في كابول مع أداء الرئيس الجديد اليمين
التالي
160 ألف دولار من ألماس مقابل 20 دولارا من الحشيشة