الشيطان الأكبر يربك النظام السوري سياسياً وعسكرياً!

اوباما وبشار الاسد
رفع النظام السوري مدّعي الممانعة والصمود والتصدي شعارات عدة ضد الولايات المتحدة. فأميركا هي الشيطان الاكبر بحسب النظام وحلفاءه، لكن يمكن للاسد التغاضي عن قصف الشيطان للاراضي السورية. الاهم بالنسبة اليه البقاء على الكرسي...كرسي النظام.

في أوائل من شهر أيلول في عام 2013، وعلى اثر استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد شعبه في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة دمشق، هدد الرئيس السوري بشار الاسد الولايات المتحدة الاميركية، بانه “سيحرق الشرق الاوسط في حال تعرضت سوريا، لأي اعتداء من قبلها”. بعد ايام عدة من التهديد، ضغطت الولايات المتحدة الاميركية ضد الاسد، مجبرة إياه الموافقة على مهلة تسليم سلاحه الكيماوي للمجتمع الدولي خلال سبعة ايام.
وسريعا، وفي سبعة دقائق من بداية المهلة، أمر “بطل التصدي والصمود للمخططات الامبريالية الصهيونية” بشار الأسد، وزير خارجيته فيلسوف النظام وليد المعلم، الذي كان موجودا في روسيا, بالموافقة على تسليم السلاح الاستراتيجي الكيماوي الى المجتمع الدولي.
اما اليوم، وقبل بدء قوى ائتلاف التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، بضرب مواقع التنظيمات الإرهابية في سوريا، وعلى رأسهم تنظيم “داعش”. أعاد النظام السوري الكرة في تهديده باستهداف طائرات الائتلاف الدولي، ان لم يتم إستئذانه بشأن الغارات على مواقع تنظيم “داعش” داخل سوريا. تحركت طائرات الائتلاف فجر الثلاثاء في 23 أيلول 2014، بقيادة الولايات المتحدة الاميركية، وبمشاركة خمس دول عربية منها سلاحي الجو السعودي والأردني، غير آبهين لتهديدات النظام وإذنه، وذلك بعد تهميشهم له كقوى سياسية وعسكرية فاعلة على ارض الواقع. قصفت مواقع التنظيم المتشدد “داعش” المتواجد في الرقة ودير الزور، وبعض مناطق ريفيّ أدلب وحلب، وقصفت أماكن مصافي وآبار البترول، وأهداف أخرى على الحدود بين سوريا والعراق. ولا تزال غارات التحالف مستمرة حتى الآن في ضرب اهداف التنظيمات المتشددة الارهابية في سوريا. اما النظام السوري الممانع كعادته، تخاذل جبناً عن تنفيذ تهديداته ضد التحالف الدولي، باستبدال لغة التهديد بلغة العهر السياسي، عبر نشره خبر ملفق عبر وزارة خارجيته، نقلته وكالة “سانا” التابعة للنظام، مفاده أن الجانب الأمريكي، أبلغ مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بأنها ستباشر بتوجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم “داعش” في الرقة. لكن سرعان ما نفت واشنطن هذا الخبر المدسوس من قبل نظام الأسد الكذاب، مؤكدة إنه لا يوجد أى تنسيق بينها وبين النظام السورى في محاربة تنظيم “داعش”. هذا النظام الذي اعتاد الكذب حتى في النشرات الجوية، اراد من هذا الكذب كله، تلميع صورته السياسية المهزوزة، أمام جمهوره من مناصرين و”شبيحة” ورعاع.
الآن وبسبب هذه الضربات ضد “داعش” و”النصرة” على الأراضي السورية، يعيش نظام الأسد، الملقب بنظام التصدي والصمود الممانع, حالة إرباك وخوف سياسي وعسكري من المجهول المقبل. وذلك بعدما علم النظام، عن تجهيز عدة آلاف من قوى المعارضة المعتدلة، بالسلاح والعتاد بعد تدريبهم في المملكتين الأردنية والعربية السعودية، للعب دور مرتقب داخل سورية، بعد انهاء نفوذ التنظيمات الارهابية المتشددة، وعلى رأسهم “داعش”.
النظام الممانع في دمشق، مؤسس حركات الاسلامية الراديكالية المتطرفة مثل “النصرة” و”داعش” و”احرار الشام”، وغيرها. النظام الذي ورث الاستسلام والبطولات المزيفة، والانتكاسات والشعارات “القومجية”, والانتصارات الوهمية من اسلافه, مستعد تسيلم شعار الممانعة والتصدي والصمود لأسياد إسرائيل الولايات المتحدة، وحتى الى إسرائيل بذاتها. هذا النظام مستعد لبيع شرفه العسكري والسياسي، ومستعد لتقديم التنازلات شرط البقاء على رأس هرم النظام في سورية.

السابق
أبو فاعور من شبعا: منطقة العرقوب آمنة
التالي
تأجيل الحكم على مبارك في قضية قتل المتظاهرين