حكاية شاب سُرِقَ له 3 «موتوسيكلات» في أوقات متقاربة

على الرغم من حالة الفوضى التي يمرّ فيها أبناء البلد، وعلى الرغم من تفشّي حالة الأميّة بين أبناء هذا الجيل الصاعد، وعلى الرغم من انحدار الشباب الى تعاطي الحبوب المخدّرة، إلا أن هذا كلّه لا يشفع لهم لجوؤهم إلى السرقات والنشل للاستحصال على المال، ومن أكثر الأمور شيوعاً "سرقة الموتوسيكلات".

تنتشر سرقة “الموتوسيكلات” (الدراجات النارية) في ظل هذه الفوضى العارمة التي تجتاح لبنان، إن كان بسبب عدم وجود رئيس جمهورية، أو تمديد مجلس النواب لنفسه، أو مجلس الوزراء المشلول، والحروب المتنقلة هنا وهناك، من صيدا إلى عرسال. وقد بدأت طاهرة السرقة والنشل تتزايد، كذلك تعاطي الشباب الحبوب المخدّرة، ما يجعل بعضهم يفعلون أشياء غير محسوبة، ناهيك عن وجود نسب عالية من الأميّة في أبناء الضواحي. هذا فضلاً عن أن الشباب العاطلين عن العمل، الذين لا يملكون مقوّمات الوظيفة، ولا مهنة لديهم يقتاتون منها، كلّ هذا يجعل من بعضهم عرضة للجوء إلى السرقة والنشل لجلب المال السهل. وطبعاً ليس المقال تبريرا لأفعالهم، بل سنروي حالة حقيقية وصلنا إلى تفاصيلها في هذا البلد المهترئ.

فمن هذه الأفعال المشينة التي يلجأ إليها الشباب العاطل عن العمل، سرقة الموتوسيكلات: “الموتو”، لبيعها بغية الحصول على الحبوب المخدّرة أو الهيرويين. وفي الآونة الأخيرة كثرت هذه الآفة، وأصبحت لا تطاق. فبعدما تشتري “موتو” وتسجّله في النافعة، وتحصل على جميع الأوراق القانونية، وتشتري له قفل، وAlarm عالي الصوت، وجنزيرا. كل هذه السبل بهدف الحفاظ على الموتو وحمايته من السرقة. والغريب في الأمر أنّه كلما استحدث المالكون طريقة للحفاظ على “الموتو”، تكون كفّة “الحرامية” أرجح، بحيث تغلب ابتكاراتهم حتى عقول مخترعي اليابان والصين.

علي علوش

ومن ضحايا سرقة الموتو التقينا الشاب علي علّوش الذي عانى الأمرّين من هذه الآفة، والذي سُرق له ليس دراجة نارية واحدة فقط، بل ثلاث دراجات في أوقات متقاربة. وقال علّوش لـ”جنوبية”: “أول “موتو” سُرق من تحت المنزل، وكان موجوداً في موقف البناية وراء السيارة، ومقفل أيضاً. أما الثاني: فكانت سرقته من “السديكو سكوير” رغم وجود 19 كاميرا هناك، إلا أن “الحرامي” تمكّن من أخذه. وطلبت من البنوك إعطائي الفيديو المصوّر بالكاميرات الموجودة فرفضوا. أما الثالث فكان تحت البيت أيضاً مربوطا بعامود الكهرباء، ومكبّلا بجنزير بولاد وعليه Alarm أيضاً، وكل هذه الاحتياطات لم تحمِهِ وسُرق”.

واللافت أنه في مكان السرقة الثالثة، كان يوجد كاميرات مراقبة أيضا صوّرت السرقة، كما يقول علّوش، وأضاف: “رأيت بعض الشباب الذين يستقلون دراجات نارية، يراقبون، ويتفحصون المكان جيداً، وفي النهاية وقع نظرهم على الهدف المقصود، والمراقَب منذ فترة. اقتربوا من الموتو، حاملين مقصَ بولاد طوله حوالى نصف المتر، وبدأو بالقص، عندئذٍ يعالجون الكهرباء كي لا يزمّر ويديرون المحرّك ويمضون”.

وأشار علّوش أنّه سلّم هذا الفيديو المصوّر إلى المخفر بعد أن رفع دعوى قضائية: “لكن المعاون الموجود في المخفر، وأعرف اسمه، أقفل المحضر سريعاً، معللاً السبب أنه لا يعرف الشخص السارق شخصياً، على أساس أنه يجب عليه معرفته شخصياً. فأعتقد أنه كان من الأجدى عندما أسلّمه الشريط المصوّر أن يحوّله إلى شعبة المعلومات أو إلى مركز متخصّص في التحرّي والتعرّف على الشخص المدان في الشريط. ولكن لمست عدم جدية في معالجة هذا الموضوع، يمكن لأنهم مشغولون بقضايا أكبر. كما أنه يحكى أن في منطقة برج البراجنة وحي السلم والطريق الجديدة توجد مستودعات تحت الأرض مليئة بالموتوسيكلات، فمن المسؤول؟”

وقال علّوش: “الآن سرقة موتو، غداً سيارات، وبعد غد نشل وقتل، والدولة غير آبهة لما يحصل، وكأننا في غابة يعيش القوي، ويدهس الضعيف”.

وعن حالته النفسية، قال علّوش: “أول “موتو” قطع، وقلت: نصيب والحمدلله، يلا الصحة أهم”. أما الثاني: فأحدث لي صدمة كبيرة. والثالث: أصبحت في حالة نفسية يرثى لها، وطبعاً، أثّر الموضوع على وضعي المالي. علماً أن الوقت كان قصيرا ومتقاربا بين السرقات الثلاث. وأصبحت خائفاً من المنطقة”.

وأضاف علّوش: “المناطق أصبحت مستباحة بسرقة الموتو، ليس هناك من منطقة خالية من هذه الآفة، وطبعاً الدولة غائبة”. وعندما سألته عما إذا كان ينوي شراء دراجة جديدة، قال ممازحاً: “حتبلّغ الحرامية حتى يرجعو يسرقوه”. وناشد علّوش الدولة لوضع حدّ لهذه الآفة، وقال: أنا تأذّيت كثيراً نفسياً واقتصادياً. وأضاف: “إذا كانت وزارة الداخلية لا تقدر على ردع هؤلاء فليقولوا ذلك بصراحة…”.

السابق
من هم المقاتلون الذين ادرجهم مجلس الامن على اللائحة السوداء؟
التالي
سرقة سوبر ماركت على طريق عام عمشيت