حزب الله يسلّح المسيحيين في جزّين بالاشتراك مع الوطني الحرّ

مصادر موثوقة في منطقة جزين تشير إلى توسيع عملية توزيع السلاح على شباب المنطقة وأن حزب الله يمكن أن يكون المورد الأساس، فيما يلعب بعض العسكريين المتقاعدين من أبناء المنطقة ومن مؤيدي التيار الوطني الحر، دور المدربين والمشرفين على بناء ميليشيا مسلحة في المنطقة تحت هاجس الوقوف في وجه أي تمدد للتيارات الإسلامية المتطرفة التي يمثلها تنظيم داعش حالياً.

في تصريح أدلى به مسؤول لجنة الأمن في الجنوب في التيار الوطني الحر جوزف فرحات لإحدى وسائل الإعلام المكتوبة، أكد فرحات وجود حركة شراء أسلحة في بعض القرى والبلدات الجزينية التي يسكنها مسيحيون، لكنه وصفها أنها ليست على نطاق واسع، وأشار إلى أن قيادة التيار ترفض تسلح المسيحيين وتدعو إلى دعم الجيش معنوياً ومعلوماتياً.

لكن يبدو ان هذا الموقف لا يعكس حقيقة الوضع على الأرض، فإن مصادر موثوقة في منطقة جزين تشير إلى توسيع عملية توزيع السلاح على شباب المنطقة وأن حزب الله يمكن أن يكون المورد الأساس، فيما يلعب بعض العسكريين المتقاعدين من أبناء المنطقة ومن مؤيدي التيار الوطني الحر، دور المدربين والمشرفين على بناء ميليشيا مسلحة في المنطقة تحت هاجس الوقوف في وجه أي تمدد للتيارات الإسلامية المتطرفة التي يمثلها تنظيم داعش حالياً.

ويشير مصدر مطّلع إلى ان تدريب وتسليح مجموعات مسلحة قد شهد تطوراً بارزاً وخصوصاً في عاراي، عين مجدلين، جزين، بكاسين، روم وصفاريه. ويضيف المصدر أن البلديات التي يسيطر عليها التيار الوطني الحرب ترعى هذه العملية بطريقة دقيقة، ومن جهة أخرى تتكثف في بلدات المنطقة عملية مراقبة النازحين السوريين المقيمين هناك، وما يلفت النظر في تصريح فرحات أنه يدعو لتقديم المعلومات التي قد تتوفر في البلدات للأجهزة الأمنية المعنية.

ويأخذ الطرف المسيحي الآخر، حزب القوات اللبنانية موقفاً سلبياً من عملية التسلح القائمة، ويوضح أحد المقربين من قيادة القوات في الجنوب موقفه قائلاً: “أنا ضد أي أمن ذاتي، وضد أي تسلح، موقفنا واضح، الأمن مسؤولية الدولة، وعلينا الوقوف خلف الجيش اللبناني ودعمه بكل الوسائل، لا أن نقوم بمهامه بديلاً عنه. لقد جرّبنا تجربة الأمن الذاتي ودفعنا الثمن غالياً فقدنا نحو 15 ألف شاب مسيحي، عندما حاولنا أن نلعب دور السلطة وأن نقوم مقامها، لن نعيد الكرّة. وعلينا قراءة التاريخ بموضوعية”.

ويختم رأيه: :إذا كان النزاع حالياً بين السنّة والشيعة علينا التوفيق بينهما، لا أن نقف إلى جانب طرف منهما، لأن أي نزاع سينتهي بتسوية وفي هذه الحال وإذا وقفنا مع فريق ضد آخر، قد نكون كبش المحرقة”.

ويهيمن التيار الوطني الحر وحلفائه على نحو 55% من بلديات اتحاد بلديات منطقة جزين في حين يسيطر حزب القوات اللبنانية وحلفائه على نحو 45% منها، حسب نتائج انتخابات رئاسة الاتحاد التي جرت عام 2010.

يبدو أن التاريخ اللبناني ومنذ عام 1840 يتكرر من دون أن يقرأ اللبناني تاريخه بموضوعية ما يجعله يدفع الثمن كل مرة على حساب بناء وطنه ودولته، فهل نكرر التجارب المرّة؟

السابق
حكي جردي: حرّر عِمامتَه واستحقّها
التالي
مجدلاني: هناك من يحاول ايقاظ الفتنة في لبنان