الضاحية تتمدّد.. فهل تقضم «السان تريز» بعد «السان جورج»؟(3/3)

في لبنان كل شيء ممكن. كأن يصل الامر إلى أن تصبح مسألة بيع مستشفى وانتقال ادارتها من جهة الى جهة أزمة طائفية.. في الجزء الاخير من التحقيق : لماذا تخلّت الرهبانية عن دعم السان جورج؟

في لقاء مع صاحب اهم شركات البناء في الضاحية الجنوبية، وهو رفض نشر اسمه لأسباب خاصّة، علّق على موضوع اجتياح تجّار البناء في ضاحية بيروت الجنوبية، من أبناء الطائفة الشيعية، مناطق المسيحيين في الجهة المقابلة من الضاحية في الحدت، شارحا أنّ “بلدية الحدت تضع العراقيل، وعندما نطلب شراء عقار ما للبناء عليه تطلب بعض الاوراق للتسجيل اضافة الى رسم التسجيل (رسم فراغ). وتطلب منا كمشترين افادة محتويات لارفاقها بالملف للاستيضاح ان كان عليه بناء ام لا، وعندما تعلم البلدية انّ العقار المنوي بيعه سيخصّص للبناء يعسّر الموظفون عملية البيع بحجّة أنّهم يريدون الحفاظ على العيش المشترك”.

ويتابع تاجر البناء الذي بنى جزءًا كبيرا من بناياته في مناطق كانت مسيحية الملكية سابقا، فيقول: “لكن هذا التمدد هو طبيعي بسبب الكثافة السكانية التي تضطرنا الى الانتشار والتوسع لان حدودنا في الضاحية هي البحر من جهة، والعاصمة بيروت المكتظة من جهة ثانية، والجبل من جهة ثالثة، والحدث من جهة رابعة”.

وعن اهمية التفاهم بين “التيار الوطني الحرّ” وبين “حزب الله”، يشرح المهندس صاحب الشركة العقارية قائلا: “لا دور هنا للتفاهم لأنّ هذا التعسير يتم ضمن المجلس البلدي الذي يتبع أصلا للتيار الوطني الحر، وهذه القرارات التي تتخذها بلدية الحدت مخالفة للدستور اللبناني وهم بذلك يخالفون الدستور والعيش المشترك”.

وردّا على سؤال عن حالات العرض والطلب، ولماذا يعرض الطرف الأول عقاراته للبيع طالما انّه يعلم جيّد عدم موافقة البلدية على عملية البيع؟ يشرح المهندس قائلا: “لأنّ الاسعار المعروضة خيالية ومرتفعة جدا وكانوا يحلمون بها، واغلب الظن ان ابن الحدت وغاليري سمعان يبيع لأنّه يريد ان يستثمر في مكان آخر او ان يشتري عقارا له في مناطق كسروان، حيث السعر أقلّ، او انّه يريد ان يساعد أولاده، خصوصًا من لديهم عائلات كبيرة”.

أما تأجير مستشفى السان جورج لإدارة “الرسول الأعظم” فيرى المهندس ان موضوعها مختلف كليا عن موضوع البناء، وعن “تمدّد الضاحية” صوب المناطق المسيحية. يحاول المهندس أن يشرح: “يعتبر رافضو تمدّد الضاحية أنّ انتشار الابنية هو اجتياح سكاني يضرب مكوّنات المجتمع اللبناني. لكنّ الحقيقة أنّه ليس انتشارا مخطّطا له بقدر ما هو ناتج عن حاجات للناس”.

ويؤكد المهندس أنّ “البلدية تضغط على موظّفي إدارة التنظيم المدني لدفعهم إلى فرض شروط قاسية علينا كتجّار بناء، مثل إجبارنا على عدم بناء أكثر من طبقتين، وتحديد شروط تجميلية للبناء، تكون مكلفة كثيرا، وهذا كلّه اسلوب هدفه عرقلة البناء وتخسير التاجر أموالا تجعله يتراجع عن مشاريعه، ولا يمكن لنا كتجّار بناء ننتسب الى النقابة تقديم ايّ شكوى الى مجلس شورى الدولة بسبب عدم فعالية تجّار الضاحية ضمن النقابة”.

سألنا الدكتور ريمون سعد، الطبيب المتخصّص في أمراض القلب، وابن منطقة الحدت، الذي يعالج مرضاه في مستشفى السان تيريز (وهي تتسع لأكثر من 180 سريرا) التابعة لإحدى الرهبانيات، فقال إنّ “مستشفى السان تريز لم تعرض للبيع لأنّها تابعة لإحدى الرهبانيات التي تدعمها، ونحن نقبض رواتبنا شهريا ولا مشاكل هنا”.

اما بالنسبة إلى مستشفى السان جورج لماذا لم تنقذها أيّ رهبانية ماديا؟ يشرح الدكتور سعد: “الرهبانيات غنية وتدعم بعضها البعض، اما السان جورج فهي ملك خاصّ. وكانت مستشفى اوتيل ديو قد عرضت شرائها لتحويلها الى مستشفى للامراض السرطانية بعدما علمت بالعقد الموقّع مع إدارة مستشفى الرسول الاعظم، لكنّ المبالغ التي تكلّفتها ادارة الرسول الجديدة على تجديدها كانت عالية فلم تتمكّن ادارة اوتيل ديو من دفعها فتراجعت عن شرائها”.

ويرى الدكتور سعد ان “هذه العملية هي لصالح ابناء المنطقة، لأنّ الإدارة الجديدة للمستشفى تفيد المريض في ظلّ المعدات المتطورة التي استقدمتها”.

 

السابق
وفاة الممثل ريتشارد كيل
التالي
زياد الرحباني يهجر الاخبار.. إلى روسيا