بريطانيا تمنع قصّة الخلق في مدارسها وتقارنها بتطرّف الإسلام

ما الذي يثير المخاوف البريطانية من التعليم الديني، ما هو السبب وراء هذا الصراع التعليمي الإسلامي والمسيحي في المملكة المتحدة وهل التطرف مدان من كل الجهات؟

قالت وزيرة التعليم البريطاني نيكي مورغان إن الحكومة البريطانية لن تموّل المدارس الّتي تعلّم حكاية الخلق في سفر التكوين ضمن مناهجها، في محاولة للحد من التطرف الديني في المدارس والنظام التعليمي البريطاني. وأدانت مورغان، خلال خطاب في الوعظ الديني في المدارس البريطانية الرسمية.
وبحسب مورغان، لم يكن هناك أيّ أصولية مباشرة أو عنيفة، لكن التقارير الّتي حصلت عليها تشير إلن أن أشخاص في مراكز مؤثرة بهذه المدارس، وبمفاهيم بعيدة عن الإيمان، يحاولون الترويج للتطرف الديني المسيحي في المدارس.

وقارنت مورغان تعليم حكاية الخلق في سفر التكوين للطلاب في المدارس الإسلامية وانغلاقها وبعدها عن نظرية التطور بالأفكار الإسلامية الراديكيلية. وأشارت إلى أنه يتم تعليم حكاية الخلق في سفر التكوين كحقيقة علمية في مدارس “بارك فيو”.
وفي المقابل، أصر مسؤولون تعليمون بيريطانيون عل تعليم نظرية التطور البشري في المدارس. وقد فرح المعتقدون بنظرية التطوّر بالقرار الحكومي الأخير واعتبروا أنّه يصب لمصلحتهم.

وقد أثارت الفروقات الدينية الإسلامية والمسيحية لغطاً سابقاً في بريطانيا حول ما عرف بمؤامرة “حصان طروادة”. ونظرية المؤامرة ارتكزت على رسالة اتّضح لاحقاً أنّها مزيفة وتقول إن المسلمين يخططون للسيطرة على المدارس وفرض وجهات النظر الإسلامية المتطرفة أو المتشددة فيما يعرف “بأسلمة مدارس برمنغهام”. والرسالة أتت من ضمن تقرير أعدّه على وزير التعليم السابق مايكل جوف.
وقد أدان المجلس الإسلامي البريطاني، بشكل قاطع، كل الأعمال الإرهابية والمتطرفة. ولم تظهر أي أدلة تثبت صحة وجود مثل تلك الأنشطة في مدارس برمنغهام.

وأفاد كلارك في تقريره أنّه «لم يكن هناك أي دليل يشير إلى وجود مشكلة مع الإدارة بشكل عام». ومع ذلك يهيمن على تقرير كلارك سمة أساسية تشير إلى أوجه القصور في الإدارة التي يتعين التعامل معها.
وقد أعلن عندها طاهر علام رئيس مجلس أمناء «بارك فيو التعليمي» في مدينة برمنغهام البريطانية استقالته أول من أمس من منصبه بجانب جميع أعضاء المجلس، على خلفية الاتهامات التي يواجهونها بنشر الفكر المتطرف في المدارس البريطانية تحت اسم “حصان طروادة”.
وشن وقتها علام هجوما على جوف، متهما الرجل بأنه كان القوة الدافعة لما وصفه بأنها “مراجعة غير عادلة” وقال إن “وزير التعليم السابق مايكل جوف لم يزر بعض مدارس برمنغهام، قبل كتابة التقرير النهائي”.

السابق
الداعشفوبيا.. والخاصرة اللبنانية
التالي
ما لا تعرفونه عن «خليفة داعش» أبو بكر البغدادي