مبادرة الراعي الرئاسيـة تتوجه للنواب المسيحيين

عشية توجهه الى حاضرة الكرسي الرسولي لوضع مشاهداته العراقية المسيحية في تصرف المسؤولين الفاتيكانيين لاتخاذ المقتضى واطلاعهم على طبيعة الازمة الرئاسية في لبنان التي تحول حتى الساعة دون انتخاب رئيس للبلاد، وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوة الى الكتل السياسية والنيابية لاتخاذ مبادرات شجاعة قبل جلسة الثاني من ايلول المقبل، تبدأ بالتخلي عما يعيق اكتمال النصاب وانتخاب الرئيس من مصالح شخصية وفئوية، فهل يطلق البطريرك بعد عودته من الفاتيكان التي يتوجه اليها الخميس المقبل مبادرة تحرك الجمود القاتل في الملف الرئاسي، خصوصا ان اكثر من مصدر قريب من بكركي اشار اخيرا الى توجه بطريركي للاقدام على خطوة من هذا النوع.

ويقول بعض زوار الديمان اخيرا ممن اجرى مع البطريرك جولة افق في الفلك الانتخابي الرئاسي لـ”المركزية” ان الراعي الذي بلغ مرحلة استياء شديدة من فريق المعطلين لانتخابات الرئاسة لن يبقى متفرجا الى ما شاء الله على قصر بعبدا موصد الابواب وانه عازم على اتخاذ مبادرة يرجح ان تكون في اتجاه النواب المسيحيين من اجل ممارسة الضغط في اتجاه تحمل مسؤولياتهم الوطنية والخروج من شرنقة الفئويات والمصالح السياسية الضيقة. وفي حين يحرص الزوار المشار اليهم على عدم الكشف عن طبيعة المبادرة، يؤكدون ان البطريرك فضل استمزاج رأي الفاتيكان في ما قد يقدم عليه، خصوصا ان خطوته هذه جاءت بعد مشاورات مع شريحة سياسية واجتماعية واسعة قدمت اكثر من اقتراح يبدو ان الراعي سيتبنى احدها. وينقل هؤلاء عنه انه لن يتوانى عن تحميل المعطلين الى اي فئة انتموا مسؤولية ما آل اليه الوضع المسيحي نتيجة شغور السدة الرئاسية واقترح ان يبادر المرشحون كافة الى اتخاذ خطوات جريئة قد تعبد طريق ازالة سائر المتاريس التي تعتبر عقبة اساسية في طريق اجراء الانتخابات.

ويشير زوار الديمان الى ان بكركي تبدو راهنا خشبة الخلاص الوحيدة في الملف الرئاسي نسبة للدور المنوط بها تاريحيا ولقدرتها على التأثير على مستوى الشارع المسيحي، من هنا كانت النصائح للبطريرك الراعي الى التحرك والمبادرة على رغم انزعاجه الشديد من عدم التزام القادة الموارنة بالاتفاق الشهير اثر اجتماعهم في الصرح وتوقيعهم على بنوده التي ينص احدها على وجوب العودة الى الاجتماع في بكركي في ما لو فشلت عملية انتخاب رئيس الجمهورية. ويؤكدون ان عدد النواب المسيحيين غير المنضوين في “تكتل التغيير والاصلاح” يبلغ 40 نائبا من اصل 64 ويمكن لهؤلاء انطلاقا من دورهم النيابي وحيثيتهم الشعبية ان يشكلوا شريكا مسيحيا اساسيا مع البطريرك الراعي في تحقيق الهدف المرجو من مساعي رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولتسقط تاليا مقولة حصرية التمثيل الشعبي المسيحي في التكتل، اذ ان النواب المسيحيين الاربعين يمكن ان يضفوا الطابع الشرعي على اي عملية انتخاب اذا ما استمر نواب التكتل في مقاطعة نصاب الجلسات.

السابق
فابيوس: لا يمكن التحرك في العراق دون التساؤل عن الوضع في سوريا
التالي
زهرمان: على الحزب ان يقول لنا ماذا يريد