باريس ترسل أسلحة إلى الأكراد لمواجهة ’داعش’

أعلنت الرئاسة الفرنسية أنها بصدد إرسال أسلحة إلى العراق لدعم المقاتلين الأكراد في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. قرار أملته التطورات على الأرض من جهة والضغوط السياسية على الرئاسة الفرنسية من جهةٍ أخرى.
انطلقت الدعوة للتدخل في العراق من مؤتمر أساقفة فرنسا ذي الوزن الأخلاقي في غياب الوزن السياسي في هذا البلد العلماني.

دعوةٌ وجدت صداها السياسي في الرسالة المفتوحة التي وجّهتها القيادة الثلاثية لحزب “التجمع من أجل حركةٍ شعبيةٍ”، اليميني المعارض، وتنتقد فيها سلبية الموقف الفرنسي وتبعيته للولايات المتحدة، مُطالِبة بأن تأخذ باريس المبادرة بدعم الأكراد في العراق والتدخل الفعال في تطورات الشرق الأوسط.

لكنّ قرار باريس يثير نقاطاً عدة ستكون محور نقاشات حامية لاحقاً:
فهذا القرار يعني دخول فرنسا على خط التطورات العراقية بعدما حملت لواء معارضة التدخل الأميركي في البلد على مدى إحدى عشرة سنة.

كما أن مقاتلي الدولة الإسلامية يلجؤون إلى الكر والفر، ويستطيعون الانسحاب بكل حرية إلى حديقتهم الخلفية سوريا مما يعني أنّ تدخلاً فعالاً يجب أن يشمل سوريا أيضاً لقتال هذا التنظيم، فيما باريس تُردّد منذ سنوات أنها لا تستطيع التدخل في الشأن السوري بدون قرار أممي. هذا التدخل سيثير إذاً حفيظة المعارضة السورية.

يُضاف إلى ذلك النتائجُ الكارثية للتدخل الدولي والفرنسي في ليبيا… وتشوش الموقف الفرنسي من تطورات غزة… مما يلقي على الأهداف السياسية الفرنسية غموضاً يطرح من التساؤلات أكثر مما يقدم من أجوبة.

السابق
تعميم وزارة الصحة العامة لمواجهة الأوبئة
التالي
33 يوم.. انتهت الحرب وعدنا