حزب الله صمت عن عودة الحريري… فما أجواء القريبين منه؟

حتى اللحظة لم يصدر حزب الله موقف او بيان يشرح موقفه من عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان. فهل هذا الصمت نوع من التجاهل؟ وكيف يقرأ جمهور حزب الله في الضاحية الجنوبية سبب عودة الحريري الى لبنان؟

مقابل عدم صدور اي بيان عن حزب الله مرحبا او معلقا على عودة رئيس كتلة نيابية بارزة في المجلس النيابي بعد غياب لمدة ثلاث سنوات قضاها بين باريس والرياض، نقلت اوساط مقربة من سعد الحريري في اليوم الثاني لعودته هذا التصريح: “الحريري لا يرى لا حاجة لأي لقاء مع السيد حسن نصر الله، ونحن على خلاف اساسي مع حزب الله بسبب وجوده في سوريا ولسنا قادرين على تحمّل نتائج وجوده هناك”.

مع العلم ان اوساط اعلامية سربت امكانية اللقاء بين زعيمي اكبر طائفتين اسلاميتين مختلفتين في لبنان. وهذا التسريب لعل له علاقة بتهدئة الاجواء المتوترة او افساحا في المجال امام تحرك الوسطاء.

وفي تعليق على عودة الحريري، قال أحد مناصري حزب الله، وهو رفض الكشف عن اسمه: “أدركت السعودية أن الأمور قد تفلتت من يديها وهي متجهة نحو الأسوأ فما كان منها الا الطلب من الحريري العودة الى لبنان مع مساعدة المليار دولار التي وُضعت في تصرفه تحت عنوان مساعدة القوى الأمنية والعسكرية ومواجهة التطرف الذي بدأ يدق أبوابها من العراق الى لبنان”.

وأضاف: “ايضا كي يتواصل مع جمهور الطائفة السنية وقوى 14 آذار بعدما تبين أن قيادات هذا الفريق بدأت بالتشرذم وفقدان التوازن السياسي، ما انعكس سلبا على جمهور المستقبل الذي يعاني من احباط قياداته ماديا ومعنويا، وللمشاركة العملانية في اخراج التسوية المنشودة خصوصا في موضوعي الرئاسة والانتخابات النيابية”.

وختم بالقول: “وأخيرا هناك السعي للعودة الى موقع رئاسة الوزراء التي أُخرج منها بإذلال بينما كان في زيارة الى البيت الأبيض”.

وقد رفض المحلل السياسي فيصل عبدالساتر الرد على سبب عدم ترحيب حزب الله بعودة الحريري، ولماذا لم يعلق، فقال ردا على سؤال: “ارى ان هذه العودة هي عودة شخصية لها علاقة بترتيب بيته الداخلي، والمليار دولار جاءت كحجة”.

وتابع عبد الساتر في حديثه لـ”جنوبية”: “ليس في لبنان عمل سياسي على طريقة (وان مان شو) بل ان عمل الحريري يُعد جزءا من عمل طبقة سياسية واسعة من القيادات، وكل له دوره الايجابي أو السلبي”.

وشدد عبدالساتر على ان “عودة الحريري لها علاقة بما يريده هو وأين يجد نفسه في هذه المطحنة. والامر اكبر بكثير في لبنان من قدرة اطراف محلية على الساحة. واذا كانت عودته تحمل اهدافا ومشاريع فعليه ترجمتها. واذا كان يعود لاجل عمل ما بالساحة فلن يكون مؤثرا”.

ويعتبر عبد الساتر ان “ما جرى في عرسال لا يبشر بالخير. فهل المطلوب منه ان يقوّم ما جرى في عرسال؟ ام ان يستدرك ما يجري على البلد؟”. وبرأيه ان “الحريري لا دور له. اما الدور فهو للسعودية”.

السابق
أوباما: دمرنا أسلحة وعتادا كانت ستستخدم لشن هجمات على اربيل
التالي
دهم في ددة الكورة وتوقيف 7 أشخاص