أزمة مياه في النبطية وإقليم التفاح

أزمة المياه في منطقة النبطية شديدة الوطأة على أهالي المنطقة في غياب المشاريع والينابيع البديلة لمياه نبع الطاسة وآبار فخر الدين، مصدرا التغذية بمياه الشفة. لذلك فإن صهاريج المياه تجوب شوارع مدينة النبطية والقرى والبلدات المجاورة لها بكثافة، ناقلة حمولتها من الآبار الجوفية الخاصة للمواطنين الذين يعانون أزمة مياه لم يعهدوها، لا سيما سكان الأحياء المرتفعة وبكلفة تتراوح بين 20 و45 ألف ليرة للصهريج الواحد سعة 20 برميلاً بحسب قرب أو بعد المسافة بين تلك المناطق ومصادر المياه. ويتكبد الأهالي أعباء مادية إضافية لا قبل لهم على تحملها، مما دفعهم لمطالبة المسؤولين المعنيين حل الأزمة، من خلال حفر آبار ارتوازية جديدة في وادي فخر الدين وميفدون وجزين، وصيانة الآبار الموجودة وإعادة تأهيلها، وقيام الدولة بواجباتها ومسؤولياتها لتأمين خزانات للمياه ومراقبة عمليات توزيعها على المنازل والمؤسسات.

شح المياه في نبع الطاسة، بصفته الخزان الرئيسي لشبكة مياه غالبية قرى وبلدات منطقتي النبطية وإقليم التفاح، يعتبر من الأسباب الرئيسية للأزمة، معطوفاً على مشروعي آبار فخر الدين وآبار تفاحتا، والعشرات من الآبار الجوفية التي خفّت مياهها او جفت، نتيجة تراجع المتساقطات من الثلوج والأمطار خلال الشتاء الفائت. ويأتي اهتراء العديد من الشبكات القديمة وعدم استبدالها والتعديات الحاصلة على الشبكة في بعض المناطق، وانقطاع التيار الكهربائي، ليزيد الطين بلة، ويحول دون تغذية المشتركين بالمياه بشكل طبيعي.

معوِّقات مختلفة
ويعزو مصدر في مصلحة مياه نبع الطاسة، ضعف التغذية بالمياه في منطقة النبطية إلى شحّ نبع الطاسة وآبار فخر الدين، والآبار الجوفية التي تغذي المنطقة نتيجة انحباس الأمطار والثلوج في الموسم الماضي، ويشير المصدر إلى أن المصلحة تعمل على “تعميق” الآبار الموجودة للوصول إلى المياه الغزيرة لتأمينها للناس. كما أن التقنين في التيار الكهربائي وضعفه انعكس سلباً على تغذية القرى والبلدات بالمياه في المنطقة بشكل عام، لا سيما تلك التي تتغذى من الآبار الجوفية العاملة على الكهرباء، يمكن تشغيلها طيلة فترات التقنين، بل لساعات محدودة فقط لتأمين الحد الأدنى من المياه، نظراً للأكلاف الباهظة التي مصدرها مصلحة مياه نبع الطاسة وتوابعها من آبار فخر الدين والآبار الارتوازية الأخرى، الموزعة في بعض المناطق، كانت تكفي معظم المشتركين من أهالي منطقتي النبطية وإقليم التفاح خلال فصل الشتاء. وأكد المصدر حاجة المنطقة إلى مصادر بديلة للمياه، تتمثل بحفر المزيد من الآبار الارتوازية في المناطق الغنية بالمياه الجوفية مشدداً، في الوقت نفسه، على ضرورة التركيز على استعمال المياه السطحية من خلال حصرها بالسدود والبحيرات، بدلاً من المياه الجوفية التي يجب أن تبقى مخزوناً احتياطياً للمستقبل، مشيراً إلى أن المصلحة لجأت ومنذ سنوات عديدة، وفي محاولة لتغطية النقص الحاصل في المياه خلال الصيف، إلى حفر آبار ارتوازية وتشغيلها في محيط المركز الرئيس لنبع الطاسة.
وحول المشاريع البديلة لتأمين مياه الشفة في المستقبل لمنطقتي النبطية وإقليم التفاح يشدد المصدر على ضرورة إقامة السدود على نهر الزهراني وتنفيذ مشروع نهر الليطاني، واستخدام مشروع الطيّبة القائم حالياً، الذي من شأنه تغذية القرى والبلدات الواقعة على امتداد الضفة الشمالية لنهر الليطاني في منطقة النبطية، ما سيخفف الضغط عن مياه نبع الطاسة وآبار فخر الدين، بحسب دراسة كان قد أعدها “الصليب الأحمر الدولي” عن المشروع بناء لطلب “مجلس الإنماء والإعمار”.
ويرى المصدر أن مياه نبع الطاسة التي يستفاد منها سنوياً بنحو 75 ألف متر مكعب من أصل 175 ألف متر يذهب منها 100 ألف متر مكعب هدراً إلى البحر في فصل الشتاء، جراء عدم وجود السدود والبحيرات اللازمة لحصر المياه في مجرى الوادي الأخضر والزهراني، الواقع بين قرى وبلدات جرجوع، عربصاليم، كفررمان حبوش، دير الزهراني، وكفروة، بالرغم من إنجاز الدراسات اللازمة لمثل هذا المشروع الحيوي من قبل وزارة الطاقة والمياه”.

اقتراح
ويقترح المصدر إحياء الدراسات المنجزة خلال السنوات السابقة لتنفيذ مشاريع “ظهر الدرجة – كفرحونة”، وسد منطقة “التومات” بالقرب من ينابيع غريبة الفوقا في قضاء جزين، التي تبلغ طاقتهما مليوني متر مكعب، ودراسة إحياء مرسوم استملاك الحقوق على نبع كفرحونة، إلى إمكانية دراسة تنفيذ الأشغال، في محيط نبع الطاسة لزيادة كمية المياه المستخرجة، من خلال تفريغ الطبقات الصخرية الواقعة بين منطقة الحصر، وحدود الأملاك العامة والواقعة شمالي مجرى الوادي.
وفي محاولة لحل أزمة المياه في منطقتي النبطية وإقليم التفاح خلال السنوات المقبلة يجب إنشاء عدد من السدود والبحيرات في منطقة الوادي الأخضر، بين قرى وبلدات عربصاليم – جرجوع كفررمان وحبوش، بهدف إنعاش الوادي والحفاظ على اخضراره وازدهاره، وما يفيض عن هذه المياه يمكن أن تستفيد منه القرى والبلدات العطشى من المنطقتين.

مطلب ملحّ
ويرى عضو المجلس البلدي في النبطية الدكتور عباس وهبي، أن شح مياه نبع الطاسة التي تغذي منطقتي النبطية وإقليم التفاح، بات يشكل مع التقنين في التيار الكهربائي عبئاً اقتصادياً ونفسياً وبيئياً وحياتياً على الأهالي بشكل عام، مطالباً بحفر آبار جوفية جديدة في منطقة كفردجال – شوكين نظراً لغناها بالمياه الجوفية كما أثبتت الدراسات العلمية ذلك، مطالباً بحصر جر مياه نبع الطاسة بمنطقتي النبطية وإقليم التفاح فقط، لأن مشروع نبع الطاسة قد صدر بامتياز من حكومة لبنان الكبير حصراً بأهالي النبطية وجوارها.

السابق
سلام: اللقاء مع الحريري كان ممتازاً وسيصدر بيان عنه
التالي
صيدا تكرّم الفنّان الراحل فؤاد جوهر