هدنة إنسانية 24 ساعة في عرسال تمهّد لانسحاب المسلحين

تتأرجح وساطة وفد “هيئة العلماء المسلمين” وفق “الحياة”، بين هبّة باردة وأخرى ساخنة، مع أنها نجحت في فتح ثغرة يمكن التأسيس عليها لإنجاح الوساطة تمثلت في الإفراج عن ثلاثة عسكريين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وأدت الى تراجع حدة المعارك التي يخوضها الجيش اللبناني ضد هذه المجموعات عما كانت عليه في الأيام الماضية، بعدما نفذت اعتداء واسعاً ضد القوى الأمنية ومراكزها السبت الماضي في أعقاب توقيف عماد أحمد جمعة الذي انشق أخيراً عن “النصرة” والتحق بـ”داعش”.
ومساء لاحت بوادر انفراج موقت بحسب “الحياة” من خلال التوصل الى اتــفاق لــوقف إطلاق النار ابتداء من السابعة مساء أمــس لمدة أربع وعشرين ساعة، بمثابة هــدنة إنـــسانية لإدخال مواد غذائية وطبــية لأهالي البلدة وإخراج الجرحى من أهاليها وأيضاً الجرحى السوريين من المدنيين لمعالجتهم في المستــشفيات، وإفــساح المجال لتشييع الضحايا الذين سقطوا من البلدة، على أن يتــلازم ذلك مع تســليم المـــسلحين المفــقودين من الجيــش والمــخطوفين من قوى الأمن وانسحابهم الى خارج البلدة.
وعلمت “الحياة” أنه تم التوصل الى هذا الاتفاق خلال اجتماع مطول عقده رئيس الحكومة تمام سلام مع الوزيرين نهاد المشنوق وأشرف ريفي وحضر جانباً منه وفد يمثل “هيئة العلماء المسلمين” الذين كانوا على تواصل مع عدد من قادة المجموعات المسلحة أبرزهم المدعو أبو مالك من “جبهة النصرة”. ولم يتم التوصل الى هذا الاتفاق إلا بعد التشاور مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أعطى الضوء الأخضر لوقف إطلاق النار، خصوصاً أن قرار لبنان هو أن لا مفاوضات مباشرة مع المسلحين وأن مهمة التواصل متروكة لهيئة العلماء ولوجهاء البلدة. وستكون هذه الهدنة موضع متابعة للتأكد من مدى التزام المسلحين.
وكشفت مصادر حكومية لـ”المستقبل” عن وعد تلقته الدولة عبر الوسطاء بإطلاق 6 عسكريين من المحتجزين اليوم في إطار مضامين الهدنة الانسانية التي رعت هيئة العلماء المسلمين التوصل إليها خلال الساعات الماضية، لفتت الانتباه في الوقت عينه إلى الحاجة لاستيضاح الجهة التي ستتسلم هؤلاء العسكريين من المسلحين بعد خروج وفد العلماء من عرسال وعودته إلى طرابلس.
وقالت مصادر المجتمعين لـ”الجمهورية” إنّ البحث تركّز حول الخطوات العملية المؤدية الى الافراج عن جميع المحتجزين من عناصرالجيش وقوى الأمن، وانسحاب الإرهابيين من البلدة تمهيداً لدخول القوى المسلحة الشرعية إليها، لإعادة الوضع الى طبيعته.
مسوّدة اتّفاق
وتبَلّغَ المجتمعون وفق ما كشفت مصادر “الجمهورية” من وفد “هيئة علماء المسلمين” ما سُمّي “مسوّدة اتّفاق” من ثلاث نقاط، ولفتت “اللواء” إلى أن المرحلة الأولى تتضمن:
– وقف النار عند الساعة السابعة مساءً.
– يستمر وقف النار 24 ساعة.
– يسبقه اطلاق عدد من العناصر العسكرية المحتجزة لدى المسلحين، كبادرة حسن نية.
– يدخل وفد العلماء ومعه ادخال المساعدات الانسانية والغذائية.
– يتم نقل الجرحى الى المستشفيات.

اما المرحلة الثانية فتقضي بـ:
– تثبيت وقف النار.
– الافراج عن جميع المحتجزين من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي، وعلم ان 11 عنصراً من الجيش اسرى لدى الجماعات المسلحة، داخل عرسال، وهناك 6 عناصر آخرين، محتجزين خارج البلد.
– بعد ذلك، يبدأ انسحاب المسلحين من غير ابناء البلدة الى خارجها، الى النقاط التي كانوا فيها قبل المعارك.

وقالت مصادر وزارية شاركت في اللقاء لـ”الجمهورية” إنّ هذا “الاتفاق” قابل للتطبيق بعدما عبّر المسلحون في إفراجهم عن ثلاثة عسكريين مخطوفين عن حسن نيّة، وبعدما تبيّن أنّ جميع المخطوفين العسكريين بخير، وهم موجودون في عرسال، خلافاً للروايات التي تحدّثت عن نقلِهم الى خارجها. كما أكّد قادة الإرهابيين النيّة بالانسحاب من عرسال بعدما تبلّغوا من أهاليها إصرارَهم على الخروج منها ما خلا المدنيين في مخيّمات اللاجئين السوريين متعهّدين العناية بهم.

السابق
كتاب مفتوح إلى الحريري: عودتك عبر بوابة عرسال ضرورة لحماية لبنان
التالي
الإخفاق الإسلامي