فرنسا تحيي الذكرى السبعين لرحيل مؤلف ’الأمير الصغير’

إنطلق الكاتب والطيار الفرنسي أنطوان سانت أكزوبيري صاحب رواية ’الأمير الصغير’ المشهورة عالمياً في مثل هذه الايام في31 تموز (يوليو) من العام 1944، في رحلته الاخيرة على متن طائرته التي سقطت في ظروف بقيت غامضة وقتاً طويلاً.

وانطلق سانت اكزوبيري من قاعدة بورغو العسكرية الفرنسية في مهمة استطلاعية، لكنه لم يعد الى القاعدة قط.

وكتب سانت اكزوبيري قبل الانطلاق في الرحلة: ’إذا سقطت طائرتي فلن أكون نادماً على شيء’، مما خلق تكهنات لا حدود لها عن أسباب اختفاء طائرته، قبل أن يتبين أن مقاتلة المانية أسقطت طائرته.

وظلت ظروف اختفائه غامضة، على الرغم من أن فرنسا أعلنت وفاته رسمياً، مما شكل لغزاً اثار تكهنات عدة، الى ان عثر صياد على بقايا حطام الطائرة في العام 1998 قبالة سواحل مرسيليا. وبعد عامين، اثبت غطاسون ان الحطام يعود إلى طائرة من الطراز الذي كان يقوده سانت اكزوبيري.

وتركزت الشبهات حول مسؤولية سلاح الجو الالماني عن اسقاط الطائرة، لا سيما وأنه عثر أيضاً في محيط المكان على حطام طائرة المانية.

وفي العام 2008 كشف أمر هذا اللغز، إذ أعلن طيار الماني متقاعد يدعى هورست ريبرت: ’أوقفوا البحث..من أسقط طائرة سانت اكزوبيري هو انا’، ثم توفي بعد الادلاء بشاهدته بمدة.

وقال الطيار الالماني إنه أثناء عودته الى قاعدته، أبصر طائرة استطلاع فرنسية من طراز ’لايتنبنغ بي 38’ تحلق باتجاه مرسيليا: ’لم ار الطيار، لكني علمت بعد ذلك ان الطائرة التي اسقطتها كان يقودها سانت اكزوبيري’.

وأعرب ريبرت عن أسفه: ’كنت أتمنى الا يكون هو.. نشأنا كلنا على قراءة كتبه’.

وأثير سؤال محير آخر لمدة طويلة وهو: ماذا كان يفعل سانت اكزوبيري بطائرته قبالة سواحل مرسيليا؟ علماً ان مهمته الاستطلاعية كانت الى منطقة سافوي.

ويرى البعض أن الطيار والكاتب الفرنسي لم يتمكن من تنفيذ مهمته بسبب سوء الاحوال الجوية فقرر ان يحلق بين تولون ومرسيليا مخاطراً بحياته بالتوجه إلى منطقة كانت تخضع لرقابة مشددة من سلاح الجو الالماني، وذلك في سبيل التقاط صور كانت ستكون مهمة بالنسبة إلى الجيش الفرنسي فيما لو نجح في التقاطها وعاد سالماً.

والتقط سلاح الإشارة الأميركي رسالة بعثها الطيار الالماني يفيد بها قيادته باسقاط الطائرة الفرنسية، لكن الرسالة لم تنقل من الأميركيين الى حلفائهم الفرنسيين بسبب صعوبة التواصل بسبب اختلاف اللغة.

يشار إلى أن اجزاء من طائرة سانت اكزوبيري نقلت الى متحف الطيران والفضاء في بورغيه في العام 2004.

وتحتفل مدينة كاسيس في 31 تموز (يوليو) من كل عام بذكرى ’الكاتب الكبير’ الذي ما زالت افكاره تلهم الاسئلة الكبرى المطروحة في عصرنا الحديث، في مختلف انحاء العالم.

السابق
أميركا: الموافقة على ملاحقة أوباما بتهمة تجاوز سلطاته
التالي
بوصعب التقى وفد هيئة التنسيق: دخلنا في المحظور