السلسلة نحو الاقـرار والتمديد المجلسي يشق طريقه

واذا لم يحصل اختراق لم يكن في الحسبان فان التمديد للمجلس النيابي بات في حكم الامر الواقع، لا مفر منه، بعدما تأمن شبه اجماع من القوى السياسية الاساسية على السير فيه، باعتبار ان للضرورة احكاما. ويتولى النائب جنبلاط بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تدوير زوايا التمديد لجهة المدة المفترض اما ان تستكمل نصف الولاية او ولاية كاملة يصبح معها موعد الانتخابات النيابية في ايار 2017.

واشارت اوساط سياسية مواكبة لهذه الاجواء لـ”المركزية” الى ان الرئيس بري ينطلق من قناعة مفادها انه لو تم السير بنصيحته بالتمديد في المرة الاولى لولاية كاملة، لما دخلت البلاد مجددا في هذه الدوامة، وهو للغاية يفضل اعتماد خيار اكمال الولاية اليوم تحسبا لاحتمالات استمرار العرقلة في اكثر من استحقاق بما قد يحول دون التمكن مجددا من اتمام العملية الانتخابية. اما الرئيس سعد الحريري فيسعى وفق الاوساط الى التمديد لاكمال نصف الولاية بهدف حث الاطراف السياسية كافة على تحمل مسؤولياتها في تأمين اجواء وفاقية لانجاز استحقاقي رئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية، معتبرا ان مهلة السنة تشكل عامل حث وضبط للاتفاق خلالها على قانون انتخابي والسير به في ايار العام 2015. واوضحت ان قوى 14 اذار ستسير بالتمديد المجلسي مجبرة وليست مخيرة، منطلقة من الخشية الكامنة في ان عدم التمديد للمجلس قد يدخل البلاد في حال من الفراغ المؤسساتي الخطير قد يستفيد منه البعض للانقضاض على ما تبقى من اسس الدولة والنظام لفرض نظام يتناسب وتطلعاته الخاصة.

ودعت المصادر والحال هذه، الى ارساء تسوية مرحلية للملفات الشائكة من رئاسة الجمهورية الى التمديد للبرلمان وصولا الى الازمات المالية بما فيها سلسلة الرتب والرواتب وموازنات الاعوام غير المنجزة منذ 2005 بما، يجنب البلاد خطر الانهيار ويجمد الازمات الى حين تظهر طبيعة الصورة الاقليمية المؤثرة مباشرة على الوضع اللبناني برمته.

ولم تستبعد الاوساط ان يشكل التوافق السياسي على التمديد للمجلس النيابي نقطة ارتكاز وتلاقي بين الاطراف كافة للانطلاق منها نحو باقي الملفات. وتحدثت في هذا المجال عن ان النائب جنبلاط والرئيس بري يسعيان الى اعادة السير على خطوط المواصلات بين تيار المستقبل وحزب الله باعتباره اكثر من ضروري في هذه المرحلة ونتائجه اذا ما تم، ستنعكس ايجابيات واسعة في الداخل اللبناني وعلى امتداد الوطن في ظل التشنج المذهبي القائم. واشارت في هذا المجال الى الاتصال الذي اجراه الرئيس سعد الحريري بالمعاون السياسي لامين عام حزب الله الحاج حسين الخليل معزيا بوفاة والدته وما اذا كان الاخير سيبادر الى الاتصال به مجددا لتقديم الشكر على التعزية، بحيث تشكل الخطوة مناسبة لاعادة التواصل بين الجانبين خصوصا ان تيار المستقبل فتح اتصالاته على مصراعيها مع مكونات 8 اذار، التيار الوطني الحر وحركة امل، باستثناء حزب الله.

ويتوقع ان ينعقد خلال الساعات القليلة المقبلة الاجتماع بين الرئيس السنيورة ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير الخليل وممثلي الكتل النيابية لاستكمال البحث في صيغة التسوية لملف سلسلة الرتب والرواتب بعد تأمين موارد مالية وافية، علما ان الاتفاق يقع ضمن سلة كاملة قد تشمل تقسيط السلسلة على مدى 3 سنوات وتخفيضها بنسبة 10 في المئة وزيادة نسبة واحد في المئة على الضريبة على القيمة المضافة.

السابق
جعجع: لبنان عاد الى ما قبل التاريخ
التالي
الرئاسة في عطلة واحرار السنة يهدد المسيحيين مجددا