لماذا تغيّر الطائرات وجهة رحلاتها وتسلك طريق المجهول؟

الطائرة الماليزية

ارتفعت في السنوات الأخيرة نسبة التقدم في صناعة الطيران في شكل سريع ، و ارتفع معها عدد الحوادث التي راح ضحيتها مئات الأشخاص . قد لا يكون هناك علاقة بين الاثنين ، لكن الأمل في خفض عدد الكوارث مع التقدم التكنولوجي ، بدده ما يحصل في “جو” الواقع.

وإذا كانت حوادث الطائرات تحظى باهتمام عالمي ، على المستويين الحكومي والشعبي، وبتسليط الضوء من وسائل الإعلام عليها، فإن الكثير منها لم يتم فك لغزه واكتشاف الأسباب الكامنة وراء هذه الحوادث التي تهز الجميع. ، ليبقى الأمر غامضاً وعصياً على الفهم .
قبل أشهر وبالتحديد في 8 آذار الماضي اختفت طائرة ماليزية في شكل مفاجئ عن أجهزة الرادار  “الرحلة 370” التي كانت في طريقها من كوالالمبور إلى بيجنغ حاملة 239 راكباً ، ولم يتم العثور على أثر لها حتى اليوم ، وقبل نحو أسبوع أُسقطت فوق اوكرانيا طائرة ماليزية من طراز بوينغ 777، كانت تقل 298 راكباً ، وبالأمس تحطمت طائرة جزائرية من نوع “ايرباص” شمال مالي في رحلة بين بوركينا فاسو والجزائر على متنها 116 راكباً … وغيرها من الحوادث التي شهدتها هذه السنة ، ما يطرح السؤال ماذا لو استمر مؤشر الكوارث إلى ارتفاع ؟ وهل من امكانية لتدارك الأمر؟
رئيس نقابة الطيارين فادي خليل اعتبر في اتصال مع “النهار” أن ” السبب وراء ارتفاع نسبة حوداث الطيران ازدياد عدد الرحلات اليومية ، فنسبة الحوداث لم ترتفع إنما الرقم ارتفع مع إرتفاع عدد الرحلات ، التي يصل عددها يومياً ، إلى 90 ألفاً ما يعادل 30 مليون رحلة سنوياً ، لذلك على الرغم من الحوادث ، تعتبر وسيلة النقل ” الجوي” أكثر أمناً من القطارات والبواخر والسيارات وحتى الدراجات الهوائية ، إنما يتم التركيز عليها بسبب عدد ضحاياها الذي يثير صدمة ، فرقم 200 و 300 قتيل في آن ليس شيئاً عادياً”.
الأسباب الكامنة وراء الكوارث الجوية عديدة “55 في المئة منها يعود إلى أخطاء طاقم القيادة ، إما لسوء تدريبهم أو لتعبهم الذهني أو الجسدي أو الاثنين معاً، أعطال وعيوب فنية في الطائرة ومحركاتها ، أخطاء المراقبة الجوية و سوء الأحوال الجوية بالإضافة إلى عوامل حربية”، بحسب خليل الذي أضاف “لا يوجد حادث في العالم حصل لسبب واحد ، قد يعلن عن السبب المباشر كسوء الأحوال الجوية ، لتظهر بعد مرور سنوات عدة من التحقيقات أسباب اضافية، لذلك يمكن القول أن حلقات متواصلة تؤدي الى الحادث، وهذا ما حصل مع طائرة “ايرفرانس” التي سقطت فوق أطلانتس ، حيث أُرجع السبب إلى سوء الأحوال الجوية ليتبين فيما بعد سوء تدريب الطيارين عامل ساعد على سقوطها، ما دفع بالشركة الفرنسية إلى اجراء تعديلات جوهرية في تدريب طياريها”.

في كل مأسآة لهم “نصيب”!
إذا كان 2013 أقل عام شهد حوادث طيران 29 حادثاً وكان الأقل من حيث عدد الضحايا 265، فقد بلغ عدد الحوادث في عام 2014 إلى اليوم 11 فيما عدد الضحايا 644 … بين هذه الأرقام لبنانيين أبوا إلا أن يؤكدوا أن قدرهم دوماً مشاركة الجميع في أحزانهم و حروبهم وكوارثهم الطبيعية وصولاً إلى تحطم طائراتهم التي كان آخرها مأساة “الجزائرية “في مالي، الخبر سقط كالصاعقة بعد الحديث عن وجود 20 شخصاً على متنها يحملون جنسية وطن الأرز ، فجع اللبنانيون قبل أن تجف دموعهم على ضحايا الطائرات السابقة .
تتعدد أسباب الكارثة والنتيجة واحدة، خسارة أحباب حجزوا لأنفسهم مقاعد في رحلة إلى المجهول!

السابق
السيستاني يدعو الزعماء السياسيين في العراق الى انهاء الخطر وعدم التشبث بالمناصب
التالي
أسماء العمداء الجدد في كليات الجامعة اللبنانية