يثير مسلسل “صديق العمر” قضية مازالت حتى اليوم غامضة ومثيرة للجدل، وهي علاقة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بشريكه في حركة الضباط الأحرار المشير عبدالحكيم عامر، الذي قضى في ظروف غامضة، قتلا أو انتحارا، عقب هزيمة عام 1967.
ويعرض هذا المسلسل على عدد من المحطات الفضائية حالياً في رمضان هذا العام، ويقدم قراءة مغايرة لما انطبعت عليه ذاكرة المصريين والعرب في بعض المسائل.
وقال القائمون عليه، في بيان، إنهم أرادوا إعادة “حق بعض الشخصيات التي أثرت في تاريخ مصر، ومن بينها عبدالحكيم عامر وصلاح نصر المتهمان طوال الفترة السابقة بالتسبب في هزيمة يونيو 1967”.
ومسلسل “صديق العمر” من إخراج الأردني عثمان ابو لبن، وتأليف كاتب السيناريو الراحل ممدوح الليثي ومحمد ناير، وسبق أن هاجم الليثي الحقبة الناصرية في فيلم “الكرنك” الذي استوحى قصته من رواية للكاتب المصري نجيب محفوظ.
وأثارت أحداث المسلسل حفيظة كثير من الناصريين، منهم المسؤول المصري السابق سامي شرف الذي عمل سكرتيرا لعبدالناصر، واعتبر في مقال نشرته صحيفة الاهرام أن المسلسل يقلل من قيمة عبدالناصر لصالح المشير وصلاح نصر، بينما ذهب آخرون الى وصف المسلسل بأنه يهدف الى “تدمير ثورة 1952”.
واشار المسلسل الى مسائل لم تكن حتى الآن تطرح اجمالا في الاعمال الدرامية عن الحقبة الناصرية، منها تفاصيل علاقة كبار المسؤولين في الدولة مع الوسط الفني، والتوتر الذي شاب العلاقات بين الضباط السوريين والمصريين ابان الوحدة القصيرة بين البلدين، والابعاد الشخصية التي حكمت الكثير من المواقف السياسية، ما اثار استياء المتعاطفين مع الحقبة الناصرية من كتاب واعلاميين. وردت اسرة المسلسل في بيان واصفة التاريخ المكتوب في تلك الحقبة بأنه كتب حسب وجهة نظر واحدة.
وأضاف البيان: “يبدو أن هناك من يريد أن يظل تاريخ مصر محكوما بمن عاصروه فقط، هم الذين لهم الحق في روايته من وجهة نظرهم ومن الزاوية التي تابعوا منها الأحداث، وهي الحلقة الحديدية التي كسرها مسلسل صديق العمر”.
ولاقى المسلسل بعض الانتقادات الفنية ايضا، تركزت حول عدم اتقان الممثل السوري جمال سليمان، في دور جمال عبدالناصر، اللهجة المصرية، رغم ان ذلك لم يقلل من براعة ادائه بحسب النقاد. وهي المرة الاولى التي يؤدي فيها ممثل دور عبدالناصر بعد الراحل احمد زكي الذي تقمص الشخصية الى أبعد حدود في فيلم “ناصر 56″، ويؤدي الفنان المصري باسم سمرة دور المشير عبدالحكيم عامر في المسلسل.
