دواعش أمنية لبنانية

نجاة شرف الدين

في كلامه الأسبوعي الى صحيفة الأنباء الإلكترونية، علق النائب وليد جنبلاط على التطورات وإنعكاساتها على لبنان بلهجة السخرية مشيرا الى تعثّر وتعطل الاستحقاق الرئاسي اللبناني بقوله ” هل المطلوب أن يتقدّم الجمهور اللبناني بمبايعة الخليفة الجديد مع تطبيق ما قد يرافق تلك المبايعة من طقوسٍ وسلوكياتٍ وخطوات تتماشى مع التطور الحضاري القادم إلى بلاد ما بين النهرين وأن يسبر أغوار الخلافة الجديدة وما قد تكتنزه من تقيّة وعلم وفقه ومعرفة كيف يهتدي إلى الصراط المستقيم، أم أنه المطلوب انتظار ما سيقوم به نوري المالكي من خطوات سديدة لإعادة تنظيم وترتيب جيشه لمواجهة الزحف القادم من كل حدبٍ وصوبٍ ”

كلام جنبلاط يأتي في ظل الأزمة السياسية والأمنية التي يعيشها لبنان ، بغياب تفاهمات داخلية بين الأطراف الأساسيين من أجل التوافق على إنتخاب رئيس للجمهورية ، كما في ظل الأحداث الأمنية التي عاشتها العديد من المناطق اللبنانية إضافة الى التهديدات التي صدرت عن الشيخ سراج الدين زريقات لحزب الله والجيش اللبناني الذي إعتبره عميلا لإيران ، إضافة الى عمليات الإعتقال التي قامت بها الأجهزة الأمنية لمجموعة من المشتبه بهم بعد عملية فندق ” دي روي ” والإنتحاري الذي نفذ عمليته في ضهر البيدر .
هذه المستجدات الأمنية التي جاءت متزامنة مع المستجدات في المنطقة ولا سيما في العراق وسوريا ، أعادت الهواجس الأمنية الى اللبنانيين، حيث تحركت أيضا منطقة طرابلس مع إلقاء العديد من القنابل في شوارع متفرقة ولو بشكل محدود ، ومنها ما إستهدف بعض المطاعم والمقاهي كرسالة في شهر رمضان لغير الصائمين ، والحديث عن تحركات داخل ما بات يعرف بمبنى الإسلاميين ووجود أسلحة خفيفة .
في طرابلس أيضا ، تظاهر أهالي وأصدقاء موقوفي قادة المحاور ، وإنضم إليهم بعض أهالي الموقوفين الإسلاميين، الذين طالبوا بالإفراج عنهم معتبرين أن الإتهامات تتوجه الى جهة واحدة هي الإسلاميين .
هذا المشهد الأمني المتنقل في لبنان ، يوحي وعلى الرغم من القرار السياسي داخل الحكومة ، بالعمل الجدي من أجل قطع الطريق على من يريد العبث بالأمن ، وهو ما حصل فعلا عند إعتقال الشبكات الأمنية والتي كانت تعد للقيام بتفجيرات ، والإتهامات التي وجهت الى 28 شخصا بالإنتماء الى تنظم داعش ، إلا أن كل هذه الإجراءات تبقى رهن الإتفاق السياسي الأساسي والمرتبط بقرار الإستقرار الخارجي أو على الأقل عدم السماح بالإنفجار الكبير .

مما لا شك فيه أن الضغط الأمني سيتزايد على حزب الله مع إستمرار المعارك في سوريا والعراق ، ومما لا شك فيه أن الحزب سيحاول بصمته المستمر أن يحاول تمرير هذه المرحلة بأقل قدر من الخسائر ، على الأقل في الجانب اللبناني ، ولو أنه مارس إستعراض القوة في بعض بلدات البقاع ردا على تهديد من قبل المجموعات المسلحة التي فرت من جبال القلمون وتقوم بالتسلل الى عرسال .
العراق فتح على الحالة ألداعشية وبتأجيل إجتماع البرلمان من أجل تسمية رئيس للحكومة الى الثاني عشر من آب، يتصاعد التوتر السياسي كما الأمني ، لتصل تردداته ألداعشية الى الساحة اللبنانية التي لم تعد تستطيع أن تنأى بنفسها ، ولو أرادت ذلك …

السابق
جريح في حادث سير على اوتوستراد المطار
التالي
رئيس جماعة داعش- عميل لوكالة الاستخبارات المركزية؟