معتدلو السنّة ومتطرّفوهم: انتفاضة سنّية قريبة بلبنان

تظاهرة
مع تقدم داعش وتصاعد نفوذها في سوريا والعراق، وفي ظلّ الاحتقان يعيشه السنّة في لبنان منذ 2005، تاريخ اغتيال السنّي الأوّل في الشرق الأوسط الرئيس رفيق الحريري، هل نحن مقبلون على ثورة سنية بلبنان؟ وما صحّة تصريحات خالد الضاهر وسالم الرافعي وعزّام الأيّوبي عن أن الثورة السنية آتية؟ خبير الحركات الإسلامية الدكتور رضوان السيّد يستبعد في حديث لـ"جنوبية"، لكنّه لا ينفي إمكانية "حصول انفجار أمني كبير بسبب تحكّم إيران بالمنطقة".

مع تقدم داعش وتصاعد نفوذها في سوريا والعراق، وفي ظلّ الاحتقان الذي يعيشه السنّة في لبنان منذ 2005، تاريخ اغتيال السنّي الأوّل في الشرق الأوسط الرئيس رفيق الحريري، هل نحن مقبلون على ثورة سنية بلبنان؟ وما صحّة تصريحات خالد الضاهر وسالم الرافعي وعزّام الأيّوبي عن أن الثورة السنية آتية؟ خبير الحركات الإسلامية الدكتور رضوان السيّد يستبعد في حديث لـ”جنوبية”، لكنّه لا ينفي إمكانية “حصول انفجار أمني كبير بسبب تحكّم إيران بالمنطقة”.

 

لم يأت غريبا تصريح عضو كتلة “المستقبل” النيابية، النائب خالد ضاهر، المعروف باقترابه من المزاج السنّي الشمالي، وتحديدا من المزاج المتطرّف بين أهل السنّة في لبنان. فهو تحدّث عن إمكانية ان يحصل في لبنان ما حصل في العراق (ثورة سنية على حكم رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي)، ومن فراغ في السلطات الأمنية والعسكرية والسياسية.

فالضاهر يتحدث اليوم باسم فئة كبيرة من اللبنانيين السنّة الذين يشعرون بالظلم السياسي ويعانون من غلبة حزب الله ويعتبرون أنّ تيار المستقبل لم يعد ممثلا حقيقيا للسنّة. ومنهم رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان عزّام الايوبي الذي، خلال مقابلة تلفزيونية قبل يومين، وصف موقف تيار المستقبل من التطورات السياسية بأنّه “متخبّط، نتيجة أمرين: إما أنّهم رضخوا لهذه البلطجة السياسية، وإما أنّ هناك صفقة ما للحفاظ على الكرسي الذي لا يساوي ثمن الخشب الذي صُنِعَ منه”.
فهل نحن مقبلون على ثورة سنية في لبنان شبيهة بما يحصل في العراق؟ الضاهر توجّه إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي قائلا: “أوقفوا مارسات استخبارات الجيش بحقّ أهل السنّة فهم ليسوا مكسر عصا”. والشيخ الأصولي سالم الرافعي قال من طرابلس قبل ثلاثة أيام إنّ “الطيل طفح، فهناك 11 ألف مذكّرة توقيف بحق الشبّان الإسلاميين في طرابلس بينما المطلوبون من الأطراف الأخرى لا يتجاوزن أصابع اليد الواحدة، فيما أكّد الأيّوبي أنّ “قوى 14 آذار ليست كيانا سياسيا متماسكا”، موحيا بأنّ أهل السنّة يحتاجون إلى “كيان سياسي جديد”، وبالتالي ما يشبه “الانتفاضة السنيّة”.

الخبير في الحركات الاسلامية رضوان السيد قال في حديث لـ “جنوبية”: “ليس هناك ثورة ولن تحصل لا ثورة ديموقراطية ولا مسلحة باسم السنة على غرار داعش. فالثورة تحتاج الى تيارات سياسية أصولية وغير أصولية تريد الوصول الى القتال المسلح. والتيار الاساس لدى السنّة هو تيار مدني ديموقراطي غير مسلّح (تيار المستقبل)، ويحاول كل الوقت ان يضبط سلوك المتشددين.
ولكن لا يمكن انتظار أن تحصل انفراجات ديموقراطية تؤدي الى حل للازمات بسبب ضغط حزب الله وضغوط تنظيمه المسلح ودوره في سوريا، والآن يقول ان لديه دورا في العراق”.

لكنّ السيد لا ينكر وجود “ضغوط شديدة على الاسلاميين، بسبب حصول انفجارات، فالجيش يراقب تحركاتهم ويحاول القيام بأعمال وقائية، أما التصريحات التي تصدر عن النواب والشيوخ فهي تصريحات تبدو متطرفة بمعنى أنّه يُفهم منهم أنّ ثمة شباب يقبض عليهم وتتم احالتهم الى المحكمة ولا يتم الافراج عنهم”.

وعن سبب تحول لبنان الى ساحة للارهاب يقول رضوان السيد إنّ “ما يحصل من توترات لا تجد لها متنفسا في النظام اللبناني هي بسبب خلو النظام اللبناني من رئيس للجمهورية وتعطل مجلس النواب والوزراء، وبالتالي لا يرى المواطن اي حل الا بالتوتر السياسي والامني، والسبب طبعا تدخلات حزب الله في سوريا. فالنظام اللبناني لا يتحمل وجود تنظيم مسلح ويتحكم بالملفات الرئيسية”.

وعن لهجة علماء ومشايخ طرابلس المتشدّدين والمتطرفين يقول الخبير في الحركات الاسلامية إنّها “نتيجة حالة الغضب والفوران الا أنها تهديدات فارغة لا تنتج شيئا”. ويقول السيد إنّ “أفضل طريقة للتعاطي مع الغضب السني هو ما قام به تيار المستقبل اي التهدئة عن طريق الاجهزة الامنية لمتابعة قضايا هؤلاء الشباب والا نرعب الناس .لأنّ الرعب الحاصل كاف، والامر الاجدى هو العمل على حلّ هذه الاشكاليات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكبرى”.

ويشرح قائلا: “المشاكل صارت تستولد كتلا، وحسب رأيي أنّهذه التهديدات من أنّ داعش ستظهر ليست الا طريقة لبثّ الرعب. فمن تُرعب أيّها الشيخ المهدد؟”. الا أنّ رضوان السيد لم ينفِ إمكانية “حصول انفجار أمني كبير بسبب التعقيد السياسي الكبير ونتيجة تحكم ايران بالمنطقة من خلال فرض مقولة: إما أن يحكم المالكي والاسد وحزب الله وإما الفوضى”.

وختم قائلا إنّ “الحروب هي الهلاك الكامل للغة العقل لكنها ليست اللغة الحاكمة حاليا بل إنّ الكلمة هي للايرانيين… فنحن في خطر داهم نتيجة انفلاش السيطرة الايرانية على المنطقة”.

السابق
اصابة سوري وتوقيف اخر في زحلة لعدم امتثالهما لدورية أمنية
التالي
عضة سواريز تشعل تويتر