الراي: الشظايا الإقليمية لـ’الانفجار’ العراقي تضع المهادنة بين ‘حزب الله’ و’المستقبل’ على المحكّ

نقلت الراي الكويتية عن مصادر لبنانية مطلعة ان ثمة عاملاً جديداً بدأ يمكن تلمُّسه بقوة في المناخ اللبناني وهو يتمثّل في الإرباك الواسع الذي يضرب حسابات القوى السياسية واختلال حساباتها السابقة على وهج الحدَث العراقي. وتبعاً لذلك بدت الضجة التي أثارها زعيم “التيار الوطني الحر” النائب العماد ميشال عون في تصريحاته الاخيرة التي فُهم منها انه يقايض الرئيس سعد الحريري بتوفير أمنه السياسي والشخصي مقابل موافقته على انتخاب عون رئيساً للجمهورية انعكاساً للبلبلة التي تسود فريق 8 آذار في ظل صدمة الحدَث العراقي. ذلك ان “حزب الله” عاد يغرق في اولويات الامن وانعكاسات تورّطه في الحرب السورية بعدما أشعلت الأحداث العراقية احتمالات تعرض مناطقالحزب لاستهدافات ارهابية من منظمات اصولية سنية يقاتلها في سورية. يضاف الى ذلك ان الانهيار الخيالي لسلطة نوري المالكي في العراق شكلت هزيمة قاسية ولو ظرفية لايران تحديداً. وهو الامر الذي يرسم علامات استفهام واسعة حول مسار الحزب وخياراته الحقيقية حيال الأزمة الداخلية في لبنان وما اذا كان من مصلحته المضي بلا حدود في تغطية التعطيل الحاصل والى اي مدى؟ وفي المقابل فان قوى 14 آذار لا تبدو في وضع متفوّق ولو أفادت واقعياً من إرباك خصومها حلفاء ايران والنظام السوري تجاه التطورات العراقية.

ولا تخفي هذه الجهات خشيتها في ظل ميزان القوى السلبي هذا ان تكون الأزمة الرئاسية مرشحة لان تطول أكثر بكثير من التقديرات التي كانت سائدة قبل أسابيع قليلة. وهو احتمال يرتّب توقّعات قاتمة لان حالة تعطيل المؤسسات ستدفع بلبنان الى الغرق في انعكاسات الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وربما نشوء مخاوف جدية جديدة على الاستقرار الأمني السائد بحدوده المعقولة حالياً. ولعل أكثر ما يثير الخشية لدى هذه الجهات هو تعطيل الحكومة وتحويل واقعها الى حالة أقرب ما تكون الى تصريف أعمال مقنّع بعد تعذُّر الاتفاق على آلية لعمل مجلس الوزراء وقراراته بما يشلّ المجلس تماماً.

وفي غضون ذلك، تلفت هذه الجهات الى ان عاملاً اضافياً واساسياً آخر من شأنه ان يزيد تعقيدات الأزمة وهو تصاعُد التوترات بين ايران والدول الخليجية بعد أحداث العراق. وتعتقد ان ثمة اختباراً صعباً سيضع الافرقاء اللبنانيين ولا سيما منهم “حزب الله” وتيار “المستقبل” امام مرحلة حرجة جديدة بما ينعكس بقوّة على الواقع الحكومي الذي يُعدّ الخيط الواهي الوحيد الذي يجمع الفريقين ضمن الحكومة. غير ان التداعيات لا تقف هنا فقط بل تطاول مجمل الوضع اللبناني اذ ان التوتر المتصاعد من التطورات العراقية قد يدفع الجميع الى التمسّك بمواقف وحسابات جامدة متصلبة الى أمد بعيد، هذا في حال انتفاء احتمالات التدهور الأمني في لبنان وهو الأمر الذي لا يمكن واقعياً استبعاده في ظل الظروف الناشئة اقليمياً. علماً ان الدوائر السياسية تلقفت امس باهتمام كلام نائب الامين العام للامم المتحدة السفير الاميركي سابقاً في لبنان جيفري فيلتمان عن استبعاده “ان يواجه لبنان ثانية” ما واجهه في تجربة الفراغ السابقة عام 2008. واضاف: “اعتقد ان الجميع في لبنان تعلموا اولا من درس أيار 2008 (العملية العسكرية لحزب الله) وثانيا يدرك الجميع مدى الخطورة اذا جرت محاولة فرض قرار بالقوة في لبنان اليوم”.

السابق
القبس: جنبلاط يريد معرفة غاية الحوار بين الحريري وعون
التالي
حوري لـ اللواء: لقاء المشنوق –عون لم يصل الى نتائج مقبولة