قبل أن يدهمنا ’المرعب’

لم يتفاعل الوسط السياسي اللبناني بعد بالمقدار الكافي مع الحدث المرعب الذي بدأ يبسط وقائع شديدة الخطورة في العراق لتبين ما اذا كانت القوى اللبنانية قد استوعبت بالكامل الاحتمالات والتداعيات الزاحفة التي يرتبها نشوء عملاق أصولي شرع عمليا في محو الحدود بين العراق وسوريا. نقول ذلك لا من موقع الشك في الخبرة الكافية للبنانيين في استشراف اخطار تطورات بهذا الوزن الزائد من التحولات المخيفة بل من منطلق اختبار بقايا تحسس او استشعار لمدى الرهان الممكن بعد على بقية باقية من حصانة ومسؤوليات لحماية لبنان بالحد الأدنى.. هذا الشيء “الداعشي” الطالع مع ما يرتبه من تفجير محتمل لحمامات دماء مذهبية يضع لبنان ليس امام الامتحان الأقسى للمناعة التي بالكاد أمكن الحفاظ عليها بعد الانفجار السوري بل على مشارف تهاوي دولته تماماً ما لم يتم تدارك السباق القاتل بين مساري أزمته الرئاسية وأزمة ربطه القهري بالقوى الاقليمية المتورطة في بركاني العراق وسوريا.. لقد تمادى الافرقاء الداخليون وتحديدا الذين يعطلون الانتخابات الرئاسية في ترفهم الى حدود تجاوز الخطوط الحمر قبل انفجار المفاجأة العراقية المدوية والمذهلة في دلالاتها وتداعياتها وأخطارها. ولم يعد جائزا ولا مقبولا باي معيار الاستمرار في التمترس وراء معادلات التعطيل الفارغة والمفرغة للبنان من نظامه الدستوري وحصانته الأمنية والسياسية والأهلية. هذا الاستحقاق يضرب نفير الإنذار الاخير قبل ان يدهم لبنان ما يحتسب ولا يحتسب من الاحتمالات. وإذا لم يكن بعض المترفين قد استشعروا بعد موجات الزلزال الوافد بالمقدار الكافي فلا ندري ما اذا كانت التعويذات تكفي لرد هذه اللعنة.

السابق
’السفير’ تكشف تفاصيل محاولة اغتيال بري
التالي
امرأة تحاول الانتحار على جسر المدينة الرياضية