التجربة الإسلامية في الحكم بين النظرية والتطبيق في مؤسسة الفكر المعاصر

بدعوة من مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر للدراسات والبحوث والمعهد الشرعي الإسلامي أقيمت ندوة حوارية تحت عنوان “التجربة الإسلامية في الحكم بين النظرية والتطبيق” في قاعة محاضرات المعهد في حارة حريك بحضور حشد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والثقافية والدينية.

 

 

قدِّم اللقاء مدير مؤسسة الفكر الإسلامي الدكتور نجيب نور الدين الذي أشار إلى أهمية مناقشة التجربة الإسلامية بعد التطورات التي حصلت منذ الثورات العربية وحتى اليوم. ثم تحدث الدكتور حبيب فياض حول “إشكالية العلاقة بين الدين والسياسية في المشروع الإسلامي” فاعتبر “أنه لا يمكن الفصل في الحديث عن علاقة الدين بالسياسة دون الحديث عن النظرية المعرفية للدين وكون السياسة هي إحدى مجالات الاهتمام الديني، ولذا علينا تحديد كيفية الدخول في النص الديني وفهم الأبعاد المعرفية للدين وما هي حدود الدين ومجالات التوقعات البشرية من الدين”.

 

وبعد أن عرض للإشكالات التي يواجهها النص الديني والنصوص الفقهية على صعيد تحديد الموقف من الدولة والعمل السياسي قال: إن توسعة تعاليم الدين بحيث تعتبر أنها تغطي كل مجالات الحياة هو تشويه للدين، كما أن اقتصار العلاقة بالجانب العبادي هو تشويه من نوع آخر، ولذا يجب فهم أبعاد الدين الحقيقية والتأكيد على دور المجتمع في صياغة تجربة الحكم وعلينا اليوم أن ننقذ الإسلام من “كونه الإسلام السياسي وأن نحصر الإسلام فيما هو فيه وأن القول أن أسلمة المجتمع تتم من خلال أسلمة الدولة هو قول غير صحيح، وإذا كانت ولاية الفقيه نجحت في إيران فإن ذلك لا يعني أنها تصلح لكل مجتمع”. وعرض الدكتور مصطفى اللداوي لتجربة الأخوان المسلمين في الحكم من خلال قراءة نقدية موسعة، واعتبر “أن الأخوان المسلمين يشاركون في الحكم في العديد من الدول العربية والإسلامية وقد يكون من الصعب تقييم كل أداء حركة الأخوان في الحكم، لكن الأحداث في مصر جعلت هذا الموضوع هام وهناك عدة قراءات لهذه التجربة ولكن يجب الاعتراف بحصول أخطاء في أداء الأخوان وأن ما حصل لم يحقق الأهداف المطلوبة سواء كان ذلك بسبب أخطاء الأخوان أو بوجود توجّه عربي ودولي لإفشال تجربة الأخوان.

 

وعرض اللداوي لأسباب فشل الأخوان داعياً إلى التعاطي مع هذه التجربة بموضوعية وعدم التحامل على الأخوان وأوضح أن هناك تيار عاقل داخل الأخوان يعترف بالأخطاء ويناقشها بموضوعية من أجل الاستفادة من التجربة التي حصلت. ثم جرى نقاش موسع شارك فيه عدد من الشخصيات الفكرية والسياسية ومنها: الحاج حسن حدرج عضو المجلس المركزي في حزب الله، والأستاذ وحيد مصطفى (ممثل الإعلامالمركزي في حزب الله)، والإعلامية زينب طحان والإعلامية ليلى مزبودي، والدكتور حسين أبو النمل، والأستاذ إبراهيمي سكيكي، والشيخ زهير قوصان، والأستاذ حسن حسين والصحافي حسن الشامي.

 

وقدمت آراء مختلفة حول علاقة الدين بالسياسة وولاية الفقيه وتجربة الأخوان المسلمين ودور إيران. وكان هناك تأكيد على خطورة ما تواجهه الدول العربية والإسلامية اليوم من فتن مذهبية وضرورة الحذر مما يجري في العراق والمنطقة.

السابق
زيباري لـ«الشرق الأوسط»: ما حدث شبيه بانهيار الجيش أثناء الغزو الأميركي
التالي
آیة الله الشاهرودی یدعو العراقیین لتحشید الطاقات لمواجهة العدوان على الموصل