البطريرك الراعي لبرّي والسنيورة: الرئاسة قبل السلسلة

ينشغل اللبنانيون والسياسيون بالسجالات وسلسلة الرتب والرواتب وحتى المونديال دون ان يتذكر أحد منهم أنّ موقع الرئاسة الاول شاغر في البلاد. فيتدخل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بطريقة مباشرة متوجها للنواب بالقول إنّ "الممارسة الحالية في عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية تنتهك الدستور والميثاق الوطني معاً وهذا أمرٌ مرفوض بالمطلق ومعيب بكرامة المجلس النيابي والشعب والوطن". فهل يريد "إثبات الوجود" المسيحي في لحظة اشتباك سنّي - شيعي، أم أنّه فعلا يريد "الرئاسة" قبل "السلسلة"، أي انتخاب رئيس جديد قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب.

 

في لحظة الاشتباك السياسي بين تيار المستقبل وحركة أمل، أي بكلام آخر في لحظة الاشتباك السني – الشيعي حول سلسلة الرتب والرواتب، الذي حمل أبعاداً سياسية، جاءت دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى النواب للتوقف عن أيّ عمل تشريعي عملاً بالمادة 75 من الدستور. فالراعي دعا النواب إلى أن “ينتخبوا فوراً رئيساً للجمهورية بحكم المادّتَين 73 و74، على اعتبار أنّ مجلس النواب هيئة انتخابية حاليا وليس هيئة تشريعية. الصحافي نوفل ضو اعتبر في حديث لـ”جنوبية” أنّ البطريرك لا يوجه كلامه بشكل خاص الى جهة معينة و”كل من في جنبو مسلّة بتنعرو”.

 

وعلّق ضو على كلام الراعي خلال افتتاح الرياضة الروحية والسينودس السنوي في بكركي بالقول إنّ “غبطته يوجه كلامه الى كل كتلة لا تنتخب رئيسا للجمهورية، وكلام البطريرك واضح وصريح، وتصريحه انه ضد التشريع صحيح 100/100، لأنّه لا يجوز للمجلس النيابي الاجتهاد. فكيف يمكن في حال تشريع أيّ قانون كسلسلة الرتب والرواتب أن يُطعن به من قبل رئيس اصلا هو غير موجود؟ وكلام البطريرك منطلق من أنّه بوجود النص لا مجال للتشريع”. ولكن هل سيلجأ البطرك إلى تسمية الامور بأسمائها كما نقل عنه بعض الصحافيين، اذا اضُطره الامر الى فضح من يعطل من الكتل؟ يجيب ضوّ: “البطرك ليس مضطرا لذلك، وكلامه موجه الى من هم معنيون وليس من الضروري أن يسميّ بالاسماء. وهو يقصد مخالفي الدستور وعلى كل انسان ان يحضر لاتمام عملية الانتخاب”. واكد نوفل ضو أنّ “موقف بكركي هذا ثابت، ولا يمكن لبكركي ان تغيّر موقفها أيّا يكن البطريرك، فغبطته لا يساوم”. واستغرب تعاطي البعض مع مواقف البطريرك بالقول: “عندما لا يناسبهم كلام البطرك يقولون انه من الافضل لغبطته ان يكون قائدا روحيا فقط، وعندما يعجبهم يؤيدون تعاطيه الامور السياسية ويمدحون تدّخله”. وختم نوفل ضو بالقول:”ان غبطته لا يصعّد، ولا يتراجع، لكن هناك أسساً وأموراً كيانية يُعبّر عنها بناءاً على دوره الوطني”.

 

فهل يريد البطريرك الراعي “إثبات الوجود” المسيحي في لحظة اشتباك سنّي – شيعي، أم أنّه فعلا يريد “الرئاسة” قبل “السلسلة”، أي انتخاب رئيس جديد قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب.

السابق
اميركا وحزب الله : رسائل متبادلة ام بداية تغير بالمواقف؟
التالي
سقوطٌ مُدوٍّ لسياسات طهران؟