إميل ولين.. أو طلاب لبنان الضحايا طوال العام الدراسي

طلاب المدارس
هنا شهادة طالبة في الصفّ الثانوي النهائي تنتظر الامتحانات الرسمية هي لين شمس الدين، ومثلها إميل جبيلي الطالب في "البريفيه". إميل ولين أمضيا العام الدراسي في توتّرات أمنية وعطل لأسباب تتراوح بين السياسة والأمن والمطالب الاجتماعية. دراستهما، كما الوطن، مهدّدة في كلّ لحظة. ويعيشان، مثل عشرات الآلاف من الطلاب الذي يشبهونهم، في دوّامة من الخوف والقلق. لكن أن تصل الأمور إلى "اللعب" بالشهادة الرسمية، التي تنقلهم من مرحلة عمرية ودراسية إلى أخرى، فهذا ما يؤلم أكثر.

منذ أن كنت في سن الخامسة عشرة من عمري، في صف البريفيه أو الثالث متوسط، وشائعات إلغاء الإمتحانات الرسمية تنتشر في أوساط الطلاب الثانويين والمتحضرين إلى الدخول في المرحلة الثانوية المدرسية. وحين كنت أحد المرشّحين لتقديم الإمتحانات الرسمية الثانوية تأجّلت الإمتحانات لمدة شهرين بسبب إضراب الهيئات التعليمية والنقابية، الأمر الذي شلّ الحركة التعليمية لبعض الوقت. وهذه لم تكن المرّة الأولى، ففي كلّ عام يتأخر المصحّحون عن التصحيح ويتأخر المعلمون عن المراقبة في الصفوف الرسمية ذات الجدران الرمادية بسبب إضراباتهم من أجل حقوقهم .

لين شمس الدين واحدة من الطلاب المتضرّرين هذا العام من “الصراع الحكومي العمالي” كما أسمته: “كلّ مرّة بدرس… بيطلعولي بإشاعة إنو حيلغوا الإمتحانات أو تأجلت لكن مثل كل سنة الإمتحانات بتضل وبتنعمل”، تقول لـ”جنوبية” ابنة الـ18 عاما في مدرسة غرب بيروت. أقسى ما تواجهه لين في هذه الأيام هو قلّة تنظيم الدولة اللبنانية، بالاتفاق مع الأساتذة، ومنذ أعوام، صيغة عيش مشترك مناسب للطرفين. فهي لا تريد سوى تلك الشهادة الثانوية في فرع الاقتصاد والاجتماع، لتكمل تعليمها الجامعي في الأبحاث الإقتصادية والشؤون السياسية الدولية. تضيف لين: “لوكان لديّ خيار بين أن أنتظر قليلاً لأحصل على شهادتي أو أن أحصل على جواز سفرٍ غير لبناني، فسأختار جواز السفر، إلى دولةٍ أوروبية أو الى الولايات المتحدة، ففي تلك البلاد للوقت قيمة وللإنسان حقوق، أما في لبنان فلا قيمة للطالب، إن كان سيغير شيئا في المستقبل أو سيكون عدداً زائداً على أرض الوطن”.

إميل جبيلي هو طالب في الشهادة الرسمية “البريفيه” أيضا، عمره 14 عاما، في مدرسة شرق بيروت. يركل كرته كل يوم ولا يكترث إن كان هناك إمتحانات رسمية أو أنها ستلغى، يقول “إنو يلّي ما درس أصلاً ما رح ينجح، وأنا ربيت في بيئة اعتادت عدم الإكتراث لنشرات الأخبار، كلّ يوم أستيقظ على كلام أهلي بين بعضهم البعض وهم يشتمون الدولة اللبنانية بصفتهم معلّمَين في مدارس رسمية”. لكن هل كان يتظاهر مع أهله خلال تحرّكات هيئات التنسيق النقابية: “لا شأن لي بالمظاهرة، لست معلماً ولست متعاقداً أكاديمياً، ولا أدعم تكبير الراس من الجهتين، كل ما نطلبه كتلامذة هو أن نتابع علمنا بشكل منظم كي نتابع حياتنا براح”.
إميل ولين أمضيا العام الدراسي في توتّرات أمنية وعطل لأسباب تتراوح بين السياسة والأمن والمطالب الاجتماعية. دراستهما، كما الوطن، مهدّدة في كلّ لحظة. ويعيشان، مثل عشرات الآلاف من الطلاب الذي يشبهونهم، في دوّامة من الخوف والقلق. لكن أن تصل الأمور إلى “اللعب” بالشهادة الرسمية، التي تنقلهم من مرحلة عمرية ودراسية إلى أخرى، فهذا ما يؤلم أكثر.

هي المسرحية نفسها يشاهدها طلاب الامتحانات الرسمية كل سنة: إضراب، تأجيل، توتّر، والقضاء على العطلة الصيفية التي ينتظرها الطلاب الذين ملوا تكرار المشهد نفسه كل سنة ولسان حالهم يقول: ألغوا الامتحانات أشرفلكن.

السابق
النهار: اتحاد كرة السلة يتجه الى تأجيل مباراة الغد بين الرياضي والحكمة
التالي
كيري: أدعو روسيا وايران وحزب الله الى العمل معاً لوضع حد للحرب السورية