جنوبيون نسوا القضية الفلسطينية: ذكرى داخل المخيّمات فقط

قبل أيّام حلّ 15 أيار، ذكرى نكبة فلسطين. فماذا بقي منها في ذاكرة الجنوبيين؟ لا شيء تقريبا. هنا جولة على أكثر من بلدة جنوبية، والأجوبة كلّها تساوي "ذكرى يحتفلون بها داخل المخيمات"، بحسب علي حجازية من صور، و"لم تعد القضية مركزية بالنسبة إلى الجنوبيين، بل صارت كأنّها امتداد لقضية المقاومة التي تحولت إلى هدف وليس إلى وسيلة. وتحرير فلسطين صار واجباً دينياً وليس سياسياً وأخلاقياً وحقوقياً" بحسب الدكتور محمد حسّون من البابلية.

قبل أيّام حلّ 15 أيار، ذكرى نكبة فلسطين وتهجير أهلها قسراً من أراضيهم نحو الشتات. والعلاقة بين فلسطين وشعبها وقضيتها والجنوبيين علاقة تاريخية، فماذا بقي منها في ذاكرة الجنوبيين؟

هنا أسئلة من “جنوبية” إلى بعض أهالي الجنوب حول هذه الذكرى. فما كانت أجوبتهم؟

قال الدكتور محمد حسون (البابلية): “لم تعد القضية مركزية بالنسبة إلى الجنوبيين، بل صارت كأنّها امتداد لقضية المقاومة التي تحولت إلى هدف وليس إلى وسيلة. وتحرير فلسطين صار واجباً دينياً وليس سياسياً وأخلاقياً وحقوقياً، حتى بقايا اليسار، صاروا يصرحون أنهم مع ما يختاره الفلسطيني تجاه قضيته”.

ورأى الدكتور حسون “استحالة أيّ عمل من أجل فلسطين بغياب الفلسطينيين أنفسهم”، لكنه أبدى تشاؤمه تجاه الوضع الراهن. وحول وضع اللاجئين في لبنان أشار إلى أنّ المسألة “تتعلق بالديموغرافيا أكثر من أي شيء آخر، تتعلّق بوزن الطوائف والعلاقة ما بينها”.

وأبدى الدكتور أحمد شعلان (زيتا) أسفه تجاه الوضع الراهن للقضية الفلسطينية: “عالم عربي مفتت، ينسى القضية، كلّ يهتم بوضعه الخاص، لا أمل حالياً سوى بالمقاومة، وتحرير فلسطين يظل حلماً جميلاً علنا نصل إليه اذا امتلكنا التكنولوجيا وعرفنا كيف نستخدم الاعلام”. وأضاف شعلان :”القضية الفلسطينية ليست حكراً على الشعب الفلسطيني، إن فلسطين جزء من المنطقة وعلى الجميع تحمل مسؤولية تحريرها”. وحول حقوق اللاجئين، أوضح :”المسألة ليست مسألة حقوق، فلو كانت أكثرية الفلسطينيين مسيحية لحصلوا على الجنسية اللبنانية ونالوا كل حقوقهم”.

أما علي شرف الدين (صور) فقد أصرذ على أنّ فلسطين في قلب كل جنوبي: “لكن ثمة مشاكل حصلت في ثمانينات القرن الماضي وبعد الاجتياح الاسرائيلي ابعدت البعض عنها. أما الوضع الراهن فهو صعب جداً على الجميع”. وأضاف :”في الصراع مع اسرائيل، ما زال الفلسطيني هو العنصر الأساس، ولا يمكن تحقيق أي تقدم إلا إذا كان مشاركاً في صراعنا مع العدو”.

وأكدت فاطمة شريم (صور) على أنّ الجنوبيين هم أكثر من حمل القضية الفلسطينية: “لكن الآن أشكّ في إمكانية تحرير القدس وخصوصاً أننا نسمع هنا خطاب سياسي وهناك خطاب ديني يبدوان وكأنهما متضادان. وأعتقد أنّ الفلسطيني ما زال هو مركز القرار ومعه يجب الاتفاق على كل شيء”.

وينفي علي حجازية (صور) أن يكون أحد يذكر نكبة فلسطين حالياً في الجنوب: “إنها ذكرى يحتفلون بها داخل المخيمات”. وأضاف :”يجب أن نعترف أننا لا نستطيع القيام بشيء بغياب الفلسطيني، وإننا بعد تجربة المقاومة المسلحة في الجنوب تباينت الآراء تجاه القضية وصار كل طرف له رأيه ورؤيته”.

ويبادر محمد جمعة (حومين الفوقا) إلى التساؤل: “عن أي شيء تسأل؟ بالاسم نحكي عن فلسطين. نسينا القضية والشعب، ما نسمعه الآن خطابات من هنا وهناك، تفسيرات مختلفة ومتباينة عن كيفية إكمال المقاومة. كل شيء لا يظبط إذا لم نتكامل مع الفلسطيني نفسه”.

السابق
نقاشات وخبيط بالأيدي داخل الحزب الشيوعي اللبناني
التالي
إيران تفقد خصوبتها وتخصيبها… والخامنئي يأمر: أنجبوا أكثر