عون رئيسا للجمهورية خلال أسابيع.. بمباركة الحريري

عون و الحريري
لماذا قال الإعلامي نديم قطيش في مقابلة مع LBC السبت الفائت إنّ "حظوظ سمير جعجع شبه معدومة في الوصول إلى بعبدا"، وأضاف: "لكنّ وصول ميشال عون إلى الرئاسة أمر منطقي"؟ وهل بدأت خطوات تنفيذية كبيرة تحضيرا لانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية؟ وكيف ستكون صورة العهد الجديد؟ أسئلة وأجوبة في معلومات خاصّة ضمن هذا التقرير.

يبدو أنّ الرئيس الجديد للجمهورية اللبنانية سيكون ميشال عون. نعم وبموافقة “تيّار المستقبل”. إذ بات هناك اقتناع شبه نهائيّ في أوساط الرئيس سعد الحريري بأنّ وصول زعيم “التيّارالوطني الحرّ” إلى بعبدا قد يكون المدخل المناسب لإعادة ترتيب البيت اللبناني. وذلك لأنّ وصول رئيس “القوّات اللبنانية” سمير جعجع لن يسمح له بالعمل الجدّي مع مختلف الأفرقاء.

فهناك رأي قويّ لدى الحريري بأنّ عون سيكون قادرا على القيام بإنجازات، بسبب علاقته بـ”حزب الله”، لن يستطيع أيّ رئيس آخر القيام بها.

هذا الرأي يستند إلى اقتناع نهائي غير قابل للنقاش في أوساط الحريري بأمرين أساسيين: أولا أنّ أحد أسباب الويلات على لبنان هو المجيء برؤساء جمهورية “ضعفاء”. يروي أحد القريبي من الحريري التالي: “يقتنع الرئيس أنّه لا يجوز بعد اليوم تكرار تجربة الياس الهرواي. بعد قتل أحد أعمدة اتفاق الطئف رينيه معوّض، جيء بالهراوي، ومن بعده إميل لحّود الذي كان أسوأ، ولاحقا بعد 7 أيّار جيء بميشال سليمان الذي تحسّن عهده في أشهره الأخيرة”.

ويضيف المطّلع على سير “التفكير برئاسة الجمهورية” في أوساط الحريري: “لا بدّ من رئيس مسيحيّ قويّ كي يستطيع أن يكون ممثلا لشارعه أوّلا وللفكرة اللبنانية ثانيا وأن يعمل بقوّة”.

كما أنّ الحريري يقول إنّ “أسوأ احتمال هو الفراغ”. لا يوجد بالنسبة لديه احتمال آخر. ويمكن الاستنتاج هنا أنّ وصول عون إلى رئاسة الجمهورية هو أهون من الفراغ. ذلك أنّ الفراغ يعني، في ما يعنيه، انهيار ما تبقّى من هيبة الدولة ومن مؤسسات رسمية، وإن متهلهلة. وبالتالي فإنّ انهيار الدولة لن يكون إلا لصالح “الدويلة” التي تعشّش في لبنان، وهي لا شكّ “دويلة حزب الله”.

أما الفكرة التي تنبثق عن هذا كلّه، فهي أنّ انتخاب عون قد يحرّر يديه من “كلبشة” حلفه مع “حزب الله”. الحلف الذي يختبىء عون خلفه بعدما عادى قوى 14 آذار والنائب وليد جنبلاط.

الفكرة الحريرية الجديدة تقول إنّ الأمر يستحقّ التجريب. فإذا وصل جعجع فلن يكون قادرا على فعل أيّ شيء، في حين أنّ وصول عون سيجعله قادرا على التحرّك بعد 10 سنوات من مديح “حزب الله” له. أمّا إذا ظلّ مكبّلا أو خائفا أو متحالفا مع “حزب الله” في ظلّ ترؤّسه الجمهورية، فإنّ صورته ومنطقه أمام الشارع المسيحي ستكون في الدرجة صفر. وبالتالي تكون “الحالة العونية” قد انتهت. لأنّ سقفها، من الأساس، هو رئاسة الجمهورية التي يشعر العونيون، والمسيحيون عموما، أنّ المسلمين هم من يقرّر هويّة الجالس عليها.

هنا يشير المحيطون بالحريري إلى أنّ “مانشيت جريدة الأخبار بأنّ حزب الله يريد عون أولا أحد تقول فكرة واحدة: حزب الله لا يريد عون وهو ينتظر أن يأتي الرفض من جهة الحريري”. ويشدّد هؤلاء على أنّ “الحريري لا يناقش مع عون فكرة انتخابه رئيسا وتقسيم الحصص، بل يناقش معه فكرة “العهد” كلّها. وأيّ أسس سينتجها هذا العهد الذي يفترض أن ينتهي في العام 2020: “ففي مئوية الكيان، وسط ما تمرّ به المنطقة من أحداث قد تغيّر وجهها إلى الأبد، يجب أن نكون قد تركنا البلاد لأولادنا أفضل مما أخذناها”.

لكنّ العارفين بسير الأمور وبأسباب عودة السفير السعودي إلى بيروت، يكشفون أنّ العقدة أبعد من سعد الحريري: “السعودية هي التي لم توافق حتّى الآن”، يقول أحد القريبين من الدائرة الصغيرة للحريري.

السابق
أحمد الأسعد (1): هكذا خرب بيوت مئات العائلات الشيعية
التالي
كيف تتخطين كآبة أول الأسبوع؟