الأخوان المولوي وآخرون خارج إطار العفو الطرابلسي

منذ بدء تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس، لا يمر يوم واحد إلا ويقدم خلاله مطلوبون من عاصمة الشمال، تارةً من قادة المحاور وتارةً أخرى من المقاتلين العاديين، الى تسليم أنفسهم لمسؤول مخابرات الجيش في الشمال العميد عامر الحسن في ثكنة القبة. لطالما هاجم البعض من هؤلاء الحسن ملحقين به التهمة تلو الأخرى، من تمويل المسلحين ومدّهم بالمال والسلاح الى تفجير الوضع الأمني في طرابلس عبر قادة المحاور وتأمين الغطاء الأمني لهم، ولكن، في زمن التسويات، تحصل العجائب.

لا يصعب على من يزور “طرابلس مدينة السلام”، وهي التسمية الأحب على أهلها في هذه المرحلة، أن يكتشف التسوية التي تطبخ في الكواليس السياسية والأمنية وحتى الروحية، لإقفال ملفات قادة المحاور والمقاتلين في باب التبانه وجبل محسن توصلاً الى إجراء مصالحة بين الجبل والتبانه تهدف الى طي صفحة جولات القتال بين المنطقتين، كل ذلك برعاية سياسية بارزة من الذين رعوا وحضنوا مفتعلي هذه الجولات ومؤججيها. فالإتصالات التي يقودها نواب المنطقة لا سيما محمد كباره، ويشارك فيها مشايخ طرابلس، تشمل بشكل أساسي وزير العدل أشرف ريفي ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق. وتكشف المعلومات أن لمفتي البقاع الشيخ خليل الميس، دورًا بارزًا في هذه الإتصالات.

غير أن هذه الإتصالات الهادفة الى التسوية لا تتضمن أبداً بحسب الأوساط الطرابلسية أسماء المطلوبين الخطرين وعلى رأسهم شادي المولوي الذي كان يدير في الفترة الأخيرة التي سبقت الخطة الأمنية، مكتباً لجبهة النصرة في طرابلس. ولعل تواريه عن الأنظار اليوم هو خير دليل على أن التسوية القضائية لن تشمله. كذلك هي الحال بالنسبة الى شقيق المولوي الفار أيضاً من وجه العدالة والمطلوب بتهم إرهابية عدة. أضف الى المولوي، فالتسوية التي يعمل عليها لا تشمل أيضاً المجموعة الخطيرة التي كان يقودها مطلوب من آل ميقاتي، والتي كانت تقوم بتنفيذ عمليات الإغتيال بحق العلويين في طرابلس وشخصيات قيادية في الحزب العربي الديمقراطي. فالأخوان المولوي بالإضافة الى أفراد هذه المجموعة التي تملك القوى الأمنية كل المعلومات اللازمة عنها، إضافة الى مطلوبين آخرين، هم من بين الذين لن يشملهم العفو الذي بدأ البعض في طرابلس يسوّق له. وفي هذا السياق يقول شيخ طرابلس بارز “ما الهبة العينية التي حملها وزير العدل اللواء أشرف ريفي من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الى رئيس الحكومة تمام سلام لإعادة إعمار شارع سوريا، إلا خير دليل على إقتراب موعد الإعلان عن العفو وتسوية الملفات القضائية وإنجاز المصالحة”.

إذاً رياح العفو هبّت في الشمال، فهل هي الفرصة الذهبية لعودة تيار “المستقبل” الى قيادة المدينة بعدما أخرجته الظروف الأمنية منها؟

السابق
ارتفاع عدد جرحى حادث طبرجا الى 10
التالي
سيارات الهيدروجين… وصلت!