جنبلاط توقع شغورا برئاسة الجمهورية: التسوية الرئاسية لم تنضج بعد

رئيس الحزب التقدمي اﻻشتراكي

أكد رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط أن “حزب الله وإيران هما ناخبان رئيسان وأساسيان في الانتخابات الرئاسية اللبنانية”، معتبرا انه “لن يكون هناك فراغ في سدة الرئاسة بل شغور مركز رئاسي إلى أن تجري التسوية التي ستكون في موازين القوى الجديدة، قد تكون برئيس ينطلق حيث انتهى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بإعلان بعبدا، الذي هو مجددا مبدئي وأساسي، لكن تسليم السلاح ليس بسحر ساحر، بل يرتبط بمعادلة أكبر إذا ما جرت تسوية كبرى في المنطقة”، لافتا إلى ان “اليوم، هناك الحديث في الملف النووي بين إيران والغرب، بعد النووي يأتي الحديث عن سوريا ولبنان في المحادثات الأميركية – الغربية – الإيرانية، نرى لاحقا السلاح جزءا منه، وهذا الأمر يستتبع ثمنا سياسيا قد يكون – ليس طائف ثانية، بل ربما تجميل الطائف الحالي. لذلك، كان شعاري وضع المعادلة الكبرى في الاعتبار”.

وأوضح في حديث صحفي انه لا يتوقع شيئا جديدا من الجولة الجديدة من محاولات الانتخاب “فقط جولة جديدة وعدم اكتمال النصاب في انتظار ملامح تسوية أو تحالفات جديدة. لكن، ليس هناك فراغ بل شغور المركز الرئاسي، وهناك حكومة تتولى صلاحيات الرئاسة”.
وتوقع جنبلاط شغور المنصب الرئاسي، إلا إذا حصل شيء مفاجئ، موضحا انه “بالشكل، هناك التيار الوطني الحر، لا أستطيع أن أرى كيف يتنازل رئيس تتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون عن طموحه للوصول إلى الرئاسة رغم أنه لم يترشح، لكن معروف أنه مرشح. من الجهة الثانية، هناك رئيس حزب القوات سمير جعجع”، وأضاف “أنا شخصيا، أراهن على تسوية تأتي برئيس له مواصفات حددتها بالاعتدال، وأن يكون رئيسا حواريا وليس رئيس تحد لفريق أو لآخر، وهو النائب هنري حلو”.
وشدد على انه مستمر في ترشيح حلو “كموضوع مبدئي، وترشيحه فقط إشارة إلى أننا كلنا على طريقتنا كنا شركاء في الحرب، لكن كل منا بنسب متفاوتة، فأنا لا أضع وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري في نسبة واحدة”، وقال: “أنا مسؤول عن مآس في الحرب وأعترف بالصفحات السوداء فيها. أما الغير، فيتحدثون كأنهم ملائكة. هنري حلو من هؤلاء الطيبين مثل سليم الحص، ويجب تذكير الرأي العام اللبناني بأن هؤلاء يجب إعطاؤهم فرصة في المستقبل”.
وأوضح جنبلاط ان “هنري حلو له حيثية مسيحية. وأنا لا أتهرب، لأنني أسير وفق قناعتي التي ابتدأت العمل بها بشكل دؤوب بعد أحداث 7 أيار 2008 للوصول إلى ما يسمى الموقع الوسطي”، مؤكدا انه سعيد بنتائج 7 أيار، منوها بسليمان، “ففي مرحلة معينة عندما جرى التغيير في التحالفات برئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي واتهمنا بالتخوين، لكن لا بأس، كان همنا مع سليمان وميقاتي لتجنيب البلد من محاولات إيقاعه في الفتنة”.
وأشار إلى انه يفكر جديا بألا يترشح للانتخابات النيابية المقبلة، لافتا إلى ان نجله تيمور “يحضر نفسه لموضوع الانتخابات، أما بالنسبة لموضوع الحزب فهذا شيء مختلف، فترتي كرئيس حزب تبقى إلى سنتين”.
من جهة أخرى، رأى انه “بسقوط حمص سقطت آخر فرص الحل السياسي، سقط مؤتمر جنيف”، معبرا عن تفهمه لاستقالة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، لافتا إلى ان “الثورة السلمية انطلقت من درعا وانتشرت، لكن الحراك المسلح ربما تركز في حمص، التي لها أهمية جغرافية استراتيجية بالنسبة للثورة والنظام، وهي نقطة الوصل بين إيران والعراق والساحل السوري وجبال الهرمل في لبنان، يعني الامتداد الطبيعي للإمبراطورية الإسلامية الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط”، لافتا إلى انه “حتى هذه اللحظة، هناك حراك ثوري مسلح في درعا، لكن بعد سقوط حمص قد يكون دور المعركة في المرحلة المقبلة تطويع والقضاء على الحراك المسلح في درعا”.
وشدد جنبلاط على ان “النظام السوري لم ينهزم عسكريا، لأن كل من ادعى أنه من أصدقاء سوريا من الدول المحيطة، أي تركيا والأردن بالتحديد، يدور في فلك الولايات المتحدة التي لم تسمح منذ اللحظة الأولى بتمرير سلاح نوعي مضاد للطائرات. فطائرات الميغ التي سقطت منها اثنتان أو ثلاث طائرات، وطائرات الهليكوبتر التي أسقطت في حلب أو دير الزور، كانت بالصدفة وبشجاعة الثوار، لكن لم يسمح بمرور بسلاح نوعي مضاد للطائرات بحجة ألا يقع هذا السلاح في أيد غير مضمونة. لكن الخبث الأميركي والغربي سمح وتغاضى عن مرور آلاف من ما يسمون الجهاديين من كل حدب وصوب، من عرب، وبريطانيين، وألمان وغيرهم”، وقال: “هؤلاء يسهل لهم الوصول إلى سوريا للتخلص منهم. هذا هو الخبث الأميركي الغربي. لكن، لم يسمحوا عندما كان الجيش السوري الحر موحدا إلى حد ما، وكانت هناك قيادة مركزية، لم يسمحوا بمرور هذا السلاح النوعي”.
وأضاف “أنا أذكر عندما ساعدت الثورة السورية، طالبت بسلاح نوعي في عام 2012 من تركيا وفرنسا وبريطانيا. وأذكر أن أحد وزراء دولة كبرى، عندما ركزت على أهمية حمص اضطر إما عن جهل وإما عن خبث، إلى الطلب من مساعده إحضار الأطلس للاطلاع على جغرافية سوريا. وهذا أمر مضحك لأننا ننظر أين حمص، وهي في غاية الأهمية الاستراتيجية. حمص تقطع سوريا إلى قسمين”.
واعتبر ان “عدم تزويد المعارضة بالسلاح النوعي وخاصة المضاد للطائرات، والوعود الكاذبة من قبل الإدارة الأميركية بإسقاط النظام أو دعم المعارضة، يعودان إلى شخصية الرئيس الأميركي اراك أوباما غير المكترثة بشؤون الشرق الأوسط أو الشخصية المنكفئة، أراد في سوريا حرب استنزاف لإيران وروسيا لكنه فشل، ونرى هذا الأمر في فلسطين، حيث حاول خجولا أن يمارس دور الوسيط، ولا يمكن أن يكون هناك وسيط بين محتل إسرائيلي والمحتلة أرضه، لذلك نرى شخصية أوباما فيها ازدواجية المعايير والحسابات الباردة الخبيثة التي ترجمت على حساب ملايين من الشعب السوري وطموحات الشعب الفلسطيني”.
وأوضح ان “الحراك الأميركي – الإيراني ما زال في مرحلة النووي، دول كبرى ويجب على العرب أن يجاروا هذا الحراك. ودعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف دعوة إيجابية”، مؤكدا انه “لا مهرب من العلاقات الطبيعية مع إيران، التي تحفظ مصالح دول الخليج وهي مهمة جدا وتحدد أين مصالح إيران، الخليج مهم جدا من أجل الاستقرار وعدم الدخول في سجالات قد تأخذ طابعا مذهبيا”.
وقال: “سيركز النظام على منطقة حوران ومحيطها والقنيطرة، وسيدمر بقية مناطق سوريا مع حلفائه في “داعش”، لأن كبار رموزها كانوا في السجون وأفرج عنهم عام 2011، فهو يريد الاحتفاظ بالساحل وبالحدود مع إسرائيل آمنة أي الجولان والباقي. أما الداخل وحلب، فربما يخسرهما على المدى الطويل”، معتبرا ان “الحرب ما زالت في بدايتها”، مؤكدا ان “مشروع التقسيم في سوريا لم يتوقف ولن يتوقف، لكن التفتيت الفعلي أو الجغرافيا الفعلية سوف تظهر بعد عدة سنوات من حرب الاستنزاف، لأن الحدود بين العراق وسوريا زالت، والمعركة اليوم في العراق هي بين النظام العراقي والمجموعات المسلحة في الفلوجة والأنبار، لكن الأنبار متواصلة مع العمق السوري، والعمق العراقي أو السني أصبحت حدوده بعيدة عن حمص”.
واعتبر جنبلاط من ناحية اخرى، ان “نفوذ النظام السوري في لبنان، ومعه الإيراني، سيقوى في لبنان أكثر من أي مرحلة سبقت، لأن الحدود الملاصقة بين لبنان وسوريا أصبحت بيده، من قلعة الحصن بعد هزيمة الثوار هناك، إلى يبرود”، لافتا إلى ان “الحسابات الخاطئة كانت بالتورط من بعض الفرقاء اللبنانيين بداية، ظنا أن النظام سيسقط بسرعة، لكن استعاد النظام المبادرة، وبعد سقوط حمص أطبق الحصار على لبنان”، مشددا على ان “حزب الله استطاع مع النظام أن يقبض، خاصة في يبرود، على صانعي السيارات المفخخة التي كانت تأتي إلى لبنان”، معتبرا ان “النظام السوري قد يستخدم سلاح السيارات المفخخة إذا اضطر”.
وأكد ان “حزب الله لم يفشل في تدخله في سوريا”، لافتا إلى ان “حزب الله جزء من منظومة عسكرية سياسية تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. عندما كان البعض في لبنان يظن أنه بتوجيه خطاب إلى الحزب وطرح شعار النأي عن النفس، فالقرار ليس في لبنان بل في الجمهورية الإسلامية التي لن تتخلى عن هذا المكسب الاستراتيجي وهذا المنفذ عبر حمص إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالعراق، وحزب الله جزء منها”.

السابق
عكاظ: سلام يزور السعودية الاثنين للقاء كبار المسؤولين السعوديين
التالي
المستقبل: سليمان متخوف من فرضية انفراط عقد الحكومة أمام أي منعطف خطير