شرطة الدراجات الهوائية في مواجهة «نشّالي» لبنان

بهذه الكلمات وصف رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي المقدم جوزيف مسلّم أسباب إطلاق الدوريات على الدراجات الهوائية.

وقال المقدّم مسلّم لـ”الراي”: “إن هذا المشروع تم بدعم وتمويل من السفارة الأميركية وهو يقوم على فكرة أساسية هي الذهاب إلى المواطنين وعدم انتظارهم أن يأتوا إلينا، وأن يكون هناك تماس بينهم وبين رجال قوى الأمن الداخلي، أن تبنى علاقة ثقة بين المواطنين والشرطة المسؤولة ضمن نطاقهم، اي باختصار ردم الهوة بين الطرفين”.

واعتبر أن مشروع “فصيلة رأس بيروت النموذجية” يأتي تتويجاً لمسيرة تطويرية طويلة انطلقت بها مؤسسة قوى الأمن تحت مظلة مشروع التخطيط الاستراتيجي. فكانت باكورة إنجازات هذا المشروع خطة استراتيجية توّجتها المؤسسة برؤية عامة تطمح إلى أن يكون أبناؤها على قدر آمال المواطنين وأن يحظوا بكامل ثقتهم، ثم كانت مدونة قواعد السلوك التي أرادتها المؤسسة إطاراً مرجعياً لأداء أفرادها خلقياً وحقوقياً ومسلكياً، ومنها بدأ العمل منذ سنوات على إدخال مفاهيم الشرطة المجتمعية ضمن المناهج التدريسية في معهد قوى الأمن، سعياً إلى إرساء هذه المفاهيم وبث روحها في ثقافة جديدة تتبنّاها المؤسسة وتفعلها في علاقتها مع المواطن. وأخيراً، انطلقت مبادرة الشرطة المجتمعية في “فصيلة رأس بيروت” بصيغة لبنانية صُممت بما يتماشى مع خصائص المجتمع اللبناني ومكوناته”.

وأضاف: “خطوات عملية كثيرة أبصرت وتبصر النور، فضمن فكرة مشروع الشرطة المجتمعية، تم تدريب نحو 3500 عنصر من عناصر قوى الأمن في معهد قوى الأمن الداخلي، عناصر فصيلة رأس بيروت عموماً التي يصل عديدها إلى 70 عنصراً، وعناصر دوريات الدرَّاجات الهوائية خصوصاً ويبلغ عددهم عشرين من الذكور والإناث، تمَ انتقاؤهم بدقة متناهية عبر إجراء مقابلات فردية استندت إلى معايير وشروط خاصة”.

ورداً على سؤال اجاب مسلّم : “لقد خضع العناصر لدورات تدريبية مكثفة حول مواضيع مختلفة طالت مفاهيم الشرطة المجتمعية وقضايا حقوق الإنسان ومسائل النزاهة والفساد ومبادئ التواصل والوساطة، مروراً بالمهارات البدنية والدفاعية الضرورية للعمل الشرطي وتقنيات التحقيق والاستجواب المتوافقة مع القوانين والأنظمة المرعية”.

واللافت في مبادرة “دورية الدراجات الهوائية” أنها تغطي المنطقة الممتدة على الكورنيش البحري من دار المريسة حتى مسبح الجامعة الاميركية، وهي تلقت تدريباتها على أيدي اختصاصيين داخل البلاد وخارجها، ليكونوا على خبرة كافية في كيفية قيادة الدراجات الهوائية والتعاطي مع المواطنين.

وأشار مسلّم إلى “أن هذه الفكرة الحديثة التي انطلقت في الثمانينات من القرن الماضي لا سيما في العالم الغربي، اعتُمدت في منطقة رأس بيروت نظراً لطابعها، فهي منطقة تربوية، ثقافية وسياحية بامتياز ومقصداً للمواطنين اللبنانيين كما أنها منطقة تجارية وأثرية، لذلك وفي محاولة للحد من السرقات والنشل والجرائم التي تُرتكب خاصة على الكورنيش البحري تم البدء بدورية الدراجات الهوائية في تلك المنطقة، على أمل أن تعمم على كامل الأراضي اللبنانية”.

وفي إنجازات هذه الفرقة أنها تمكنت حتى الآن من توقيف العديد من النشالين، وكونها على تماس واحتكاك مع المواطنين من خلال تمكنها من الانتقال بسهولة بينهم، استطاعت نشر جو من الأمان والاطمئنان.

وأشار مسلّم إلى أن انشاء “فرقة الدراجات الهوائية” لا يكلف مادياً الكثير، اذ لا تحتاج إلى وقود كالدراجات النارية والسيارات، كما أنها جيدة للبيئة وهي صحية تحدّ من التلوث.

السابق
الاخبار: الراعي يريد بارود
التالي
تامر حسني ينفصل عن زوجته بهدوء