كلام ليل اجتماع القادة الموارنة تمحوه ممارسات نهار الانتخاب

بكركي

توقفت مصادر سياسية من قوى 14 آذار بكثير من الاهتمام عند محطتين بارزتين محورهما الصرح البطريركي الماروني اخيرا: موقف البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المتصل بضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون على مستوى الظروف الراهنة التي تنتظره والغاء اجتماع اللجنة السياسية المنبثقة من اجتماع الزعماء الموارنة في بكركي من دون تبرير مقنع، واعتبرت المصادر ان مواقف البطريرك تدرجت منذ بدء البحث في الملف الرئاسي من الرغبة برئيس قوي قادر الى رئيس توافقي من خارج الاصطفافات وصولا الى رئيس الظروف الراهنة، متسائلة عما اذا كان التدرج منبثقاً من معطيات يملكها البطريرك مستقاة من مواقع القرار أملت مواكبة المرحلة، ام انها نتاج تحليل شخصي وقراءة معمقة لواقع الامور؟

من جهتها اكدت اوساط نيابية في قوى 14 آذار تُشارك في اللجنة السياسية المنبثقة من اجتماع الزعماء الموارنة الاربعة في بكركي انها تلقت امس الاول اتصالا كما سائر الاعضاء يؤكد الغاء الاجتماع الذي كان مقررا امس. وهو اساسا مرجأ من 11 الجاري بعدما كان النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم طلب من المونسنيور سعيد سعيد ابلاغ ممثلي الاحزاب المسيحية في اللجنة قرار ارجاء الاجتماع الاول الى 24 الجاري قبل نحو ساعتين من موعده، عازيا السبب الى اعتراض ممثلي بعض الاحزاب على المشاركة على خلفية موقف كان اطلقه البطريرك الراعي آنذاك اعلن فيه انه يشجع على انتخاب رئيس توافقي لا ينتمي الى فريقي 8 و14 اذار.

فهل ان مواقف البطريرك المتكررة سددت ضربة للجنة السياسية، أم ان انقلاب بعض القادة المسيحيين على مواقفهم وتعهداتهم التي التزموا بها من الصرح البطريركي بالذات هي التي تولت المهمة.

وذكرت الاوساط في معرض قراءتها لما جرى ان البيان الشهير الصادر من بكركي في اعقاب اجتماع القادة الموارنة مساء الجمعة في 28 اذار الفائت بمشاركة كل من الرئيس امين الجميل، النائب ميشال عون، النائب سليمان فرنجية واعتذار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، اكد على وجوب اجراء الانتخابات الرئاسية كواجب وطني على المجلس النيابي بحسب الموعد الدستوري والاصرار على انتخاب رئيس جديد للجمهورية يستمد دعمه بداية من المكون الذي ينتمي اليه، الاسراع في اجراء الدورة الاولى من الانتخابات في اقرب وقت دون المخاطرة بانقضاء هذه المهلة من دون انتخاب رئيس جديد ومتابعة التنسيق بين المجتمعين والتشاور حتى اتمام الانتخاب. وجدد المجتمعون تبنيهم للمبادئ التي يجب ان ترعى الاستحقاق مع التأكيد على آلية تضمن حصول انتخاب رئيس وفق الاصول وتمنع فرض تسويات تتوافق مع السعي الى تخفيف المشاركة الميثاقية الفعلية.

وتساءلت هنا عن مصير التفاهمات التي تمت حول عدم الدخول في سجالات اعلامية او وضع فيتوات على اي مرشح لان الترشح حق للجميع والالتزام بالمشاركة في الجلسات الانتخابية ودعم اي ماروني يصل الى الرئاسة على ان يتم التعاطي بالتنسيق والتعاون مع سائر الافرقاء بمنطق الحوار لا الالغاء.

وكان المجتمعون توافقوا انذاك على عقد لقاء تقسيمي في بكركي بعد الجلسة الاولى للانتخابات لاتخاذ الموقف المناسب في ضوء نتيجتها غير ان الرياح لم تسر كما تشتهي السفن وابلغ اعضاء اللجنة السياسية عن الغاء الاجتماع لا ارجائه.

وبحسب المصادر فان خلفية الالغاء تنبثق من الاجواء المحمومة التي رافقت الجلسة وذهبت الى حدود نبش قبور الماضي الاسود ونكء الجراح مجددا وتثبيت الهوة السياسية بين اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا وافضت الى نتيجة تقضي بأن التوصل الى اتفاق امر بالغ الصعوبة وربما مستحيل.

وازاء هذا الواقع اوضحت الاوساط نفسها ان بكركي استغربت ان يكون بعض القادة المسيحيين اقترح آلية معينة في اجتماع القادة وما لبث ان انقلب عليها بتطيير نصاب جلسة الانتخاب الاولى، ولم تستبعد ان يكون موقف البطريرك المتصل بتأمين النصاب موجها الى هذا البعض بالذات، وربما الدافع الاساسي خلف الغاء اجتماع اللجنة السياسية ما دام “كلام ليل الاجتماع القيادي سيمحوه نهار الانتخاب الرئاسي”.

السابق
سماع اطلاق نار في عين الحلوة ومعلومات عن انه ناجم عن إشكال
التالي
فتفت: عون ليس توافقياً واستمرار جعجع نقرره بالاجماع