احتفلت الكنائس المسيحية أمس، بخميس الأسرار وأحيت رتبة الغسل في كل الكنائس والأديار مستعيدة غسل المسيح أرجل تلاميذه عنواناً للتواضع.
الاحتفال الأبرز كان في سجن رومية حيث ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرتبة في باحته الخارجية، وغسل أرجل 12 سجيناً وقبّلها. وحضر الرتبة وزير العمل سجعان قزي، ممثل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق المدير العام للأمن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص، الوزير السابق للداخلية العميد مروان شربل ونواب وشخصيات.
وألقى الراعي عظة تحدث فيها عن المناسبة، وأمل في “ان يكتمل تحريركم بالعبور من وراء قضبان السجن الى رحاب الحياة الحرة والمفرحة”، وحيّا من يعتنون بهم ، وقال: “إن عدالة الدولة أوقفتكم وتنظر في بت دعاويكم، ونأمل في أن تكون أحكامها سريعة عادلة منصفة محقة (…). نعرف معاناتكم وحاجاتكم ومحنكم، وعدم مأمنكم من اعتداءات حسية ومعنوية واخلاقية وروحية، نعرفها بواسطة المرشدين، ومن خلال التقارير التي تقدم الينا، وان من هنا ومعكم في حضور المسؤولين، نجدد مطالبنا للدولة اللبنانية التي من واجبها ان تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاهكم، فنوصي بـ”تعديل بعض المواد من نظام السجون بما يتناسب مع حقوق الانسان للانتقال من مفهوم العقاب إلى مفهوم الاصلاح والتأهيل وعدم تدوين حكم “حكم عليه” في السجل العدلي للسجين غير المكرر لمنحه فرصة جديدة في الانخراط في المجتمع، وتحسين الاوضاع الطبية والصحية والغذائية في السجن والحد من اكتظاظ السجون وتفعيل دور الوزارات المعنية والحد من الانتهاكات والتعذيب في بعض أماكن التوقيف”.
ودعا إلى “اصدار عفو عن المسنين والمصابين بأي مرض يجعلهم غير قادرين على تحمل السجن”، طالبا “تأسيس هيئة مشتركة من الوزارات المختصة باشراف وزارة العدل لتشرف على السجون وتنظمها، وايجاد حل جذري للسجناء الاجانب، وفصل السجناء الاحداث في مبنى مستقل خارج هذا السجن، والطلب الى القضاء الاسراع في محاكمة الموقوفين والمتهمين واعتبار كل متهم بريئاً حتى اثبات ادانته، لا سيما ان قاعة المحاكمات مجهزة كل تجهيز لجلسات القضاة اليومية، وهكذا يعمل قضاتنا في القاعدة الذهبية العدل اساس الملك”.
في نهاية الرتبة، سلم الراعي البركة الرسولية الى كل من المديرالعام اللواء بصبوص وقائد الدرك العميد الياس سعادة، ومديري الوحدات في قوى الامن الداخلي والمرشد العام للسجون الاب جوزف عنداري. وسلم كل من بصبوص وسعادة درعين تقديريتين الى الراعي، كما تسلم الراعي هدايا من السجناء.
وفي كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، ترأس متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة صلاة خميس الأسرار التي تخللها زياح بالصليب.
وفي كاتدرائية مار جرجس ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر رتبة الغسل يحوطه لفيف من الكهنة وغسل أرجل 12 إكليريكياً .
وألقى عظة، وأضاف مخاطباً الإكليريكيين: “نحن على صورة المسيح يجب أن نكون، خدّاما لكم باسمه. ونطلب من الله نعمة الأمانة والقداسة ونعمة المحبة التي بدونها لا يمكن أن نفعل شيئا. لا تكونوا موظفين كونوا رعاةً وخدامًا وكونوا قريبين من أبناء شعبكم وسيروا أمامهم لتدلوهم على درب المسيح، وسيروا وسطهم لتحملوا همومهم وسيروا وراءهم حتى تحملوا الجريح والمكسور وتساعدوه في السير”.
