سقوط الميّة وميّة: حزب الله أمسك صيدا كلّها

الميّة وميّة
سيطرة أنصار الله على مخيم المية ومية يوازي التخلّص من الشيخ أحمد الأسير وطرده من المدينة. وهو يزيد من إمساك حزب الله بالمنطقة بشكل كامل، فهو يقع على هضبة مشرفة على مخيم عين الحلوة من جهة وعلى مدينة صيدا من جهة أخرى، وقد كان موقعاً عسكرياً إنجليزياً خلال الحرب العالمية الثانية. ومن ثم موقعاً فرنسياً خلال الانتداب

بعد اشتباك أمس الذي دام ساعات وأوقع 8 قتلى وعشر جرحى، سيطر تنظيم أنصار الله على مخيم المية ومية. تنظيم يتزعّمه جمال سليمان. وذلك بعد هجوم شنّته قواته صباحا على مكاتب مجموعة أحمد رشيد المعروفة باسم “كتائب العودة”. وهو مقرّب من عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” سابقاً محمد دحلان.
أسفر الهجوم عن مقتل رشيد وشقيقه وستة آخرين. وقد كان متوقعاً أن يؤدّي النزاع بين الطرفين، منذ أسبوعين، إلى الحسم من قبل سليمان، لأنّ مخيم المية ومية صغير نسبياً ولا يتّسع، كما يقول أحد مسؤولي حركة “فتح”: “لأكثر من وجهة نظر واحدة”.
وقد ساهم غياب حركة فتح عن لعب دور أساسي يفصل بين الطرفين، في تسهيل سيطرة سليمان على المخيم المذكور. لكنّ الأكثر أهمية هو أنّ “أنصار الله” تنظيم فلسطيني على علاقة وثيقة بحزب الله، حاول منذ بدء الأحداث السورية تمييز موقفه عن حزب الله وفكّ ارتباطه به، إلا أنّه عاد والتحق بالخطة العامة لحزب الله اللبناني.
يرى أحد المراقبين الفلسطينيين أنّ “سيطرة أنصار الله على مخيم المية ومية يزيد من إمساك حزب الله بالمنطقة بشكل كامل، فهو يقع على هضبة مشرفة على مخيم عين الحلوة من جهة وعلى مدينة صيدا من جهة أخرى، وقد كان موقعاً عسكرياً إنجليزياً خلال الحرب العالمية الثانية. ومن ثم موقعاً فرنسياً خلال الانتداب”.
أحد العارفين بأمور الفلسطينيين في صيدا، وهو طلب عدم نشر اسمه، يقول إنّ “خطوة سليمان الأخيرة، وتحت ذريعة التخلص من أحمد رشيد وما مثله من ظاهرة كانت تقف بوجه أنصار الله في المخيم المذكور لغياب قوى فلسطينية أخرى، هي خطوة توازي خطوة التخلص من مجموعة الشيخ أحمد الأسير في صيدا”. ويتابع: “وقد نتج عنها إمساك حزب الله بكامل منطقة صيدا ومخيماتها، وبالتالي منع ظهور أيّ معارضة لخططه في المنطقة مستقبلاً”. ويكمل المصدر في حديثه لـ”جنوبية”: “تُفهم هذه الخطوة في إطار سياسة حزب الله العامة التي تسعى إلى الإمساك بمفاصل الوضع اللبناني مباشرة أو بالواسطة وقطع الطريق أمام أيّ معارضة لدوره الإقليمي”.
ويعتقد أحد المسؤولين الفلسطينيين أنّ “ما حصل في مخيم المية ومية ينذر بحدوث أعمال أمنية في مخيم عين الحلوة الذي تُسلّط عليه الأضواء مؤخراً لأنّه، كما يرى البعض، يشكل عائقاً امام خطوات الإمساك بصيدا بالكامل”.

السابق
محفوض يهدد بخطوات تصعيدية اذا لم تحل قضية سلسلة الرتب
التالي
مصادر نيابية في 14 اذار: هناك صعوبة باقرار سلسلة الرتب