شبلي العيسمي وعار البعث السوري

بعد دخول الثورة السورية عامها الرابع تكون حصيلة خسائر الشعب السوري قد بلغت الذروة بأرقامها الفلكية التي تجاوزت كل التوقعات, واذا كان مفهوما ان ينتقم نظام القتلة السوري من الثوار وقادتهم فإنه ليس من المفهوم الدوافع التي حذت بمخابرات النظام السوري لاختطاف وتغييب القيادي البعثي السابق ونائب رئيس الجمهورية السورية الاسبق والامين العام المساعد لحزب البعث والذي اقام في العراق حتى استقالته من الحزب واعتزاله الحياة السياسية العام 1992 وانتقاده المر لتجربة البعث في السلطة شبلي العيسمي في تلك الجريمة المشهودة التي حدثت يوم 24 مايو 2011 في مدينة عاليه بجبل لبنان وبالقرب من منزل السيدة رجاء العيسمي ابنة شبلي العيسمي, فقد لف الغموض الموقف بعد ان قيل بان العيسمي الذي اختطف وهو في سن متقدمة ( 88 ) عاما بسيارة دفع رباعية تابعة للمخابرات السورية وقد تكون العملية تمت على يد تنظيم حزب الله اللبناني قد ارسل لمعتقل مخابرات القوة الجوية السوري في مطار المزة! وهناك توفي لكبر السن او للتعذيب الذي خضع له حتما, وقيام النظام السوري بتقليب الاوراق القديمة واستهداف شيخ طاعن في السن لاعلاقة له بما يجري من احداث وفي بداية انطلاقة الثورة السورية هو عمل ارهابي بامتياز اخترق السيادة اللبنانية بشكل فظ وصمتت الحكومة اللبنانية عن تلك الجريمة البشعة والتي سبقتها جرائم كثيرة مشابهة ايام الاحتلال السوري للبنان ومنها جريمة خطف وتعذيب وقتل الصحافي اللبناني الشهير سليم اللوزي بعد قطع اصابعه عام 1980 اضافة لعمليات خطف وقتل من قبل جهاز المخابرات السورية لفلسطينيين وعراقيين وعرب اخرين كان لبنان مسرحا لها, فلبنان يعتبر في عرف النظام السوري منطقة قتل وحديقة خلفية لمخابرات النظام التي جندت احزابا وجماعات لبنانية عدة خلال حقب ومراحل الصراع اللبناني الداخلي حيث اضحى حزب الله اليوم هو الحليف الاوثق والمصيري للنظام السوري استجابة لاوامر مرجعيته الايرانية, مصير شبلي العيسمي اصبح اليوم قضية منسية وماساته وماساة عائلته واهله وابنائه لم تعد تثير اهتمام احد ولا يهتم بملفاتها اي طرف اقليمي ودولي بعد ان اضحى الموضوع نسيا منسيا ودخل ملفه ضمن الملفات الغامضة لاختطاف وقتل مواطنين سوريين لايهتم العالم بمصيرهم ومعاناة اهلهم وذويهم, فالنظام قد قتل من السوريين خلال السنوات الثلاث المنصرمة ما يقارب المائتي الف مواطن على اقل تقدير وجرائمه ضد الانسانية لم تتوقف بل ازدادت بشاعة مع لجوئه لاسلوب التدمير الشامل وسياسة الارض المحروقة وانتهاجه للحدود القصوى من العنف المفرط والذي تجاوز كل الحدود في ظل صمت دولي مريب وانتهاك فظ للحدود الدنيا من مبادئ القانون الدولي وتراجع مشبوه عن كل القيم الانسانية المعلنة ومبدا حماية الشعوب الضعيفة, ماساة شبلي العيسمي دليل شاخص على مدى استهتار النظام السوري واجهزة مخابراته التي ينبغي ان يخضع قادتها وعناصرها لملاحقة دولية لتدخل ضمن اطار الاحالة لمحكمة جرائم دولية ضد الانسانية خصوصا وان كل الادلة والشواهد متوفرة وفي الساحة اللبنانية تحديدا, شبلي العيسمي ليس له اي علاقة بما جرى ويجري في سورية ومع ذلك فقد تعرض للملاحقة والخطف والتعذيب ثم القتل… فكيف يكون اذن مصير المناضلين والمقاومين للنظام الفاشي السوري… لا ينبغي لبشار وزمرته من القتلة وعصاباته وشبيحته توفير اي فرصة لهم للافلات من العقوبة, والتاريخ لن يرحم المتخاذلين والمتواطئين مع ابشع نظام عرفه العالم المعاصر.
السابق
إخفاقة بنغازي أخرى
التالي
«الاستقرار» دين المرحلة؟