سيرك المجلس النيابي: سامي محمد هنيدي الجميّل

سامي محمد هنيدي الجميّل
بعد مشاهدة هذا الفيديو الطريف لمدونة "BiKaffe" عن جلسة مجلس النوّاب لمناقشة البيان الوزاري والاقتراع على إعطاء الثقة للحكومة، يبدو واضحا أنّ النائب سامي الجميّل كان بهلوانيا في اقتراه "العسكري" لضبط الحدود مع سوريا. كما لو أنّه يسخر من الناخبين ومن المجلس النيابي ومن المنطق نفسه (فيديو في الداخل)

بعد مشاهدة هذا الفيديو الطريف لمدونة “BiKaffe” عن جلسة مجلس النوّاب لمناقشة البيان الوزاري والاقتراع على إعطاء الثقة للحكومة، وتحديداً خطاب النائب سامي الجميّل الذي ظهر على شكل سخرية الأيقونة العسكرية الحديثة في لبنان، يتبيّن أنّ الجميّل كان بهلوانا وليس نائبا، في جلسة على هذا القدر من الجدّيّة.

الجميل راح يحاضر الجموع عن تكتيكات حماية الحدود اللبنانية بوضع “جندي كلّ كلم من 200 كلم حدود وبحوزته منظار وأجهزة تواصل مع القاعدة العسكرية الرئيسية للجيش للإبلاغ عن أي اعتداء عسكري خارجي على الحدود”. وبالتالي، بحسب خطط الجميّل، فإنّ على تلك القاعدة في هذه الحالات أن تقوم بإرسال طوافات للدفاع عن الحدود ولنجدة الجندي إذا تعرّض للهجوم.

ما يؤلمني ويضحكني في الوقت ذاته هو أنّ الجميّل البالغ من العمر 33 عاما، والذي يحمل صفة نائب في المجلس النيابي منذ العام 2009، والحائز على إجازة في الحقوق من جامعة القديس يوسف عام 2002، وعلى الدراسات العليا في القانون الدستوري من الجامعة نفسها 2005، لا يتمتع أبداً بالكاريزما الخطابية اللازمة لإعطاء محاضرة عسكرية من هذا النوع، ولا بالمعلومات أو الخبرة. بل بدا كما لو أنّه يحاول أن يكون طريفا خلال أهم جلسةٍ للمجلس النيابي اللبناني الممدّد لنفسه منذ العام الفائت. لكنّه أضحك الناس عليه، ولم يضحك أحد على نكتة تقصّد أن تكون نكتة.

لم أضحك على طريقة كلامه أو على نكته، بل ما أضحكني جدا هو هذا الفيديو لمحمد هنيدي في فيلم “فول الصين العظيم”. فهو يظهر ردّة فعل “جنديّ” تهاجمه مجموعة من المسلّحين، تماما كما كان الجميّل “يهرّج”، ضاحكاً ومثيراً للضحك.

فكلما تابع خطابه وارتفعت وتيرة نبرته ومضمون خطابه الهزلي، يتطوّر المشهد في الفيلم إلى حدّه الأقصى، ليصبح الهنيدي في معركةٍ عنيفة مع أعدائه، وحده، قبل أن تأتي “طوّافات بشرية” لإنقاذه، تماما كما تخيّل الجميّل.

ليس سامي الجميّل أوّل نائب يسخر من المشاهدين ومن اللبنانيين من داخل مجلس النواب. قبله كثيرون أداروا مسرحيات هزلية، منها التمديد. كلّ هذا، إن دلّ على سيء، فعلى أنّ النوأب اللبنانيين (وهذ ما يثير الرعب بداخلي) هم بهلوانات ترقص وتسلّيني وتسلّي الشعب اللبناني بمأساته، ونحن نعيش تحت سلطة هؤلاء البهلوانات. وأشعر أنّ ما يجري يحوّلنا إلى “أغنام” تحكمها سلطة بهلوانات.. وهكذا، على الأرجح، تبدأ الحرب الأهلية.

 

السابق
اطلاق نار في محلة محرم في طرابلس على الجيش
التالي
الجثة التي عثر عليها في مجرى النهر الكبير تعود لعنصر من الهجانة السورية