لعلها ليست سوى البداية لبوتين

يقول مايكل ماكفول السفير الأميركي السابق لدى روسيا إن الرئيس فلاديمير بوتين «يركب موجة حماسة قومية قبيحة بطريقة خارجة عن المألوف»، ومن المحتمل أن يصَعِّد التوتر بين الولايات المتحدة وأوروبا حول أوكرانيا. ويتوقع ماكفول، الذي ترك منصبه كسفير الشهر الماضي ليعمل أستاذا بجامعة ستانفورد، فرض عقوبات أكثر تشددا على روسيا، ورد بوتين على أساس «الشيء بالشيء». ويعتقد أن الرئيس الروسي غير مهتم كثيرا بالمفاوضات.
أرسل بوتين قوات إلى شبه جزيرة القرم، بعد الإطاحة بالزعيم الأوكراني الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، وضم الإقليم الذي يتمركز فيه أسطول البحر الأسود الروسي. وردت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعقوبات اقتصادية على الروس المقربين من بوتين، ويُتوقع اتخاذ المزيد من الخطوات. وخالف ماكفول المنتقدين الجمهوريين الذي يقولون إن ضعف سياسة الرئيس أوباما هي السبب في الأزمة. وكان السيناتور جون ماكين انتقد تصرفات إدارة الرئيس أوباما، واصفا إياها بأنها من الضعف بحيث تعادل «عدم فعل شيء».
وقال مرشح الحزب للرئاسة لعام 2012 ميت رومني إن القيادة القوية كان يمكن أن تمنع ما قامت به روسيا.
ويضيف مافول: «إنهم يغفلون نقطة تاريخية مهمة، فعندما كان يقرر الاتحاد السوفياتي أو روسيا استخدام القوة القهرية ضد إحدى جاراتها، لم يكن بوسع رئيس أميركي منع ذلك. ويرجع ذلك إلى عهد الرئيس آيزنهاور، الذي لم يستطع منع الدبابات السوفياتية من دخول المجر عام 1965». ويمضي ماكفول قائلا: «إن ذلك كان الوضع تحت إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، عندما غزا السوفيات أفغانستان، وفي عهد الرئيس رونالد ريغان، عندما فرضت موسكو الأحكام العسكرية العرفية في بولندا، وكذلك في عهد الرئيس جورج بوش عندما غزت روسيا جورجيا عام 2008، ويشير التاريخ إلى أننا لسنا جيدين في منع العدوان الروسي في ذلك الجزء من العالم».
بعض مساعدي الرئيس السابق جورج بوش، مثل السياسي الاستراتيجي كارل روف، قارنوا رد إدارة الرئيس أوباما بما وصفوه بـ«الرد الأقوى» عام 2008. ويقول ماكفول: «على الرغم من أن روسيا لم تحتل جورجيا عام 2008، فإن الغزو نجح في نتف بعض الأجزاء من الجمهورية السوفياتية السابقة، ولم يدفع بوتين، الذي كان حينها رئيسا للوزراء، أي ثمن».
يقول ماكفول: «إذا أخذنا في الاعتبار الجو المعادي لأميركا القبيح حقا في روسيا، الذي غذاه بوتين، فإن رد فعل روسيا على عقوبات أشد، وهو ما يدعمه ماكفول بشدة، يمكن أن يتراوح بين الرد الرمزي والعمل العسكري في أوكرانيا الشرقية».
وبحسب ماكفول، فإن الحماسة القومية الروسية تعطي بوتين مجالا أكبر للتصرف. ويعتقد ماكفول أن العقوبات الاقتصادية قد تؤذي اقتصاد روسيا الآخذ في الضعف على المدى الطويل، إلا أنها لن تكون ذات أثر فوري كبير. ويضيف: «لدى بوتين دافع كبير للسيادة، وهو عازم على تحمل خسائر اقتصادية كبيرة، وهو لا يرد على ناخبين أو شركاء حقيقيين». ويعتقد الدبلوماسي السابق في موسكو أن للكارثة عواقب مشؤومة، «إنه تحول خطير في نهاية فترة ما بعد الحرب الباردة، وقد جرت فكرة إشراك روسيا وتكاملها».

السابق
معركة إردوغان مع «تويتر»!
التالي
ما لم تقُله جعجع لنصرالله