سلام: كرامتي فوق كل اعتبار.. ولن أنزلق

تمام سلام

“يتصرف سلام بواقعية شديدة، منذ التكليف مرورا بالتشكيل وصولا الى “تأليف” البيان الوزاري. يدرك الرجل ان تقاطعا دقيقا بين معطيات دولية وإقليمية ومحلية، هو الذي حمله الى رئاسة الحكومة، وجعله حاجة وضرورة للجميع حتى إشعار آخر. لذلك، لا يبالغ في “عروض القوة”، ولا يخطئ في ترسيم حدوده، لكنه في الوقت نفسه يستثمر على الفرصة المتاحة حتى الحد الأقصى، ويستفيد من حاجة الآخرين له حتى الدلال. كان يكفي ان يلوّح بالاعتذار كي تتشكل الحكومة بعد 11 شهرا من التجاذبات، وكان يكفي ان يلوّح بالاستقالة كي يولد البيان. يحرص على “صيانة” اتزانه وتوازنه بشكل يومي، “مقاوما” وهج السلطة المستعادة وبريق السرايا الشاسعة، ورافضا ان يجره ضغط من هنا او هناك الى الاصطفاف الحاد. يعرف انه آت لمرحلة انتقالية، قد تطول او تقصر ربطا بمسار الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي فهو يسعى الى عبورها بعينين مفتوحتين ويدين قابضتين على العصا من الوسط، مدركا ان “حجمه الصافي” في لعبة التوازنات الداخلية لا يسمح له بالمجازفات المتهورة او بأخطاء فادحة قد يدفع ثمنها غاليا من رصيده المحسوب بعناية، والذي لا يحتمل الاستنزاف.. 

السابق
قنبلة صوتية خلف مسجد الصديق وسط طرابلس
التالي
النهار: عقدة الأكثرية السنية