النهار: عقدة الأكثرية السنية

“لا يبدو الاستياء السني في لبنان مبالغاً فيه كما يحلو للبعض الادعاء، فالمعطيات المتراكمة، خصوصاً منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وما تبعه من أحداث، دفعت بسنّة لبنان الى القلق على الدور والخشية على المصير.. واقع السنة في لبنان ليس في أفضل حال، وان تكون طائفة بلغت هذا الحد من الثورة، فدليل الى ان الأمور تمضي في الاتجاه الخطأ، وتؤسس لمرحلة جديدة مقبلة من الصراع. معالجة “العقدة” السنية تبدأ من السنة أنفسهم، من دار الفتوى التي هجرتهم بدل أن تحضن ناسها وتحملهم معها الى الانفتاح والحوار. والمسؤولية الثانية على الفريق الأقوى في الطائفة، أي “تيار المستقبل” الذي فَقَد “الكاريزما” بغياب مؤسسه، وفَقَد المال المحرك للأشد فقراً، ويكاد يفقد المبادرة في الكثير من الملفات الوطنية العالقة. اما المسؤولية الكبرى فتقع على عاتق الشيعة، وتحديداً الطرف الأقوى أي “حزب الله” الذي عمل على “دوس” الزعامة السنية الحقيقية، ومحاولة خلق زعامات بديلة تقضي في مهدها. وعمل على “سرقة” المفتي من ناسه، وساهم في تقوية جماعات محلية مناهضة للمجتمع كما “سرايا المقاومة” في صيدا وغيرها..

السابق
سلام: كرامتي فوق كل اعتبار.. ولن أنزلق
التالي
بشار الاسد يتوج «الانعزالية الشيعية»