السفير تعرض على عرسال: الاستسلام.. أو الجوع

افتتاحية جريدة "السفير" اليوم عرضت وجهة نظر "حزب الله" والنظامين السوري والإيراني في "التعاطي" مع عرسال ومن فيها: "الأهالي يريدون تعزيز حضور الجيش. إنشاء فصيلة من قوى الأمن الداخلي. إقفال المعابر غير الشرعية. حصر الإيواء بالنازحين. عدم السماح لأي مسلح بدخول البلدة وحظر أي ظهور مسلح لأهل البلدة" و"كل يوم تأخير في المعالجات، هو بالنسبة للأهالي، إمعان في توريط بلدتهم. فمخازن الطحين يكاد ينفد مخزونها وثمة أزمة محروقات وأدوية ومواد تموينية".

عرسال باتت تستقبل حتّى هذه اللحظة نحو 100 ألف نازح سوري، يزدادون كلما ازدادت المعارك ضراوة ف يمنطقة القلمون المحاذية لها. وزد عليهم نحو 40 ألفا من مواطنيها، نصير أمام كتلة بشرية تقارب 150 ألفا، محاصرة هذه الأيام من القوى الأمنية اللبنانية، ومن محيطها ذات الغالبية الشيعية، ومن قوّات “حزب الله” التي دخلت يبرود وتتحضّر للقضاء على من تبقّى من مقاتلي المعارضة السورية في بلدات القلمون.

 “يبرود لم تسقط، بل تم تسليمها إلى النظام”، قال المتحدّث باسم “جبهة النصرة في القلمون”، عبد الله عزام الشامي. لكن من يقرأ إعلام الممانعة أمس واليوم ويشاهد تلفزيوناتها يكتشف أنّ يبرود باتت وراءنا، وأنّ التركيز بدأ على بلدة عرسال اللبنانية، التي ستكون “يبرود” الأسابيع الآتية.

 افتتاحية جريدة “السفير” اليوم عرضت وجهة نظر “حزب الله” والنظامين السوري والإيراني في “التعاطي” مع عرسال ومن فيها: “بعد معركة يبرود عاصمة القلمون السوري… وجدت عرسال نفسها في ورطة”، يهدّد كاتب افتتاحية “السفير”، ويضيف: “الأهالي استنجدوا بالرئيس سعد الحريري ليطالبوه بتعزيز حضور الجيش الموجود فيها أصلا. تنفيذ قرار إنشاء فصيلة من قوى الأمن الداخلي. إقفال المعابر غير الشرعية. حصر الإيواء بالنازحين. عدم السماح لأي مسلح بدخول البلدة وحظر أي ظهور مسلح لأهل البلدة ومن حلوا ضيوفا عليها تحت طائلة اتخاذ التدابير والقرارات بحق المخالفين. إلقاء القبض على المطلوبين وبينهم أحد المتورطين بإطلاق صواريخ باتجاه قرى الجوار”. كما لو أنّ كاتب الافتتاحية يعرض سلسلة الشروط والمطالب لإعطاء أهل البلدة ونازحيها “الأمان”، العسكري بالطبع. وتتابع الافتتاحية: “الأهم من ذلك، كما تتمنى عرسال، هو السعي على وجه السرعة، الى استحداث مخيم كبير للنازحين في قطعة أرض مقترحة خارج البلدة تكون تحت سيطرة القوى الأمنية اللبنانية وبرعاية مؤسسات الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية، وعندها يكون من الصعب لأي كان التستر بالعنوان الانساني للقيام بأي عمل أمني”. أي أنّه على عرسال “طرد النازحين وجعلهم تحت أيدي “حزب الله” أمنيا، خارج البلدة.

ثم يأتي التهديد: “كل يوم تأخير في المعالجات، هو بالنسبة للأهالي، إمعان في توريط بلدتهم. فمخازن الطحين يكاد ينفد مخزونها وثمة أزمة محروقات وأدوية ومواد تموينية إذا استمرت حالة الكر والفر عند مداخل البلدة، عبر إقفال الطرق المؤدية اليها”.

وتتابع الافتتاحية لتدلّ أهالي عرسال إلى “طريق الاستسلام”، وهو التالي: “لذلك، أوصل الأهالي صرختهم إلى قيادتَي «حزب الله» و«أمل»، عبر قنوات معينة، كما إلى قيادة الجيش، وطلبوا السعي إلى تبريد المناخات لأن الاحتقان يزداد ويكاد يحول منطقة البقاع الشمالي الى برميل بارود، وهذا أمر يؤذي الجميع، خاصة عرسال التي لا يمكنها أن تدير ظهرها لمحيطها الطبيعي”.

وختاما هناك التهديد العلني في افتتاحية “السفير” على صدر صفحتها الأولى: “يستوي ما تطالب به عرسال مع ما تطالب به جاراتها البقاعيات شريكاتها في الحرمان. هذه القرى التي نجت بالأمس من كارثة بكشف الجيش اللبناني سيارة مفخخة بنحو 170 كيلوغراما من المواد المتفجرة كانت كافية لتفجير بلدة صغيرة بكل من فيها. حصل ذلك على مسافة ساعات قليلة من تفجير النبي عثمان الذي ذهب ضحيته شابان كشفا الانتحاري وهو يقود سيارته المفخخة بنحو 100 كلغ من المتفجرات”. وذلك بعد “شائعات” عن دخول “15 سيارة مفخّخة إلى عرسال”.

وفعلا بدأت عرسال تعاني من نقص الطحين وعلمت “جنوبية” أنّ الأدوية ممنوع دخولها إلى البلدة بأوامر حزبية، وهناك بوادر أزمة محروقات إذا استمرت حالة الكر والفر عند مداخل البلدة، عبر إقفال الطرق المؤدية إليها.

نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي قال أمس: “بالتأكيد هناك من يحاول تصوير عرسال على أنّها بؤرة إرهاب، فيما هي ليست كذلك إطلاقا. عرسال تستقبل النازحين السوريين، لكنّها لا تقبل أن تكون ممرًّا  أو مقرًّا لأيّ جهة تريد تهديد الأمن اللبناني، وأهل اللبوة والنبي عثمان هم أهلنا ونحن نعيش معا منذ ما قبل الثورة السورية وسنستمر في العيش معا بعد الثورة”.

وطمأن أهله بالقول: “لا نخاف من مهاجمة عرسال بعد يبرود، لأنّ عرسال خالية من الأحزاب المسلّحة، وهي لبنانية وأمنها ومسؤوليتها وضبط حدودها يقع على عاتق الجيش اللبناني الذي يودّ بالتأكيد إقفال الحدود وهو قادر على ذلك، لكن السلطة السياسية التي يتحكم بها حزب الله ترفض ذلك، كي لا تقفل الحدود على الحزب، الذي يدخل إلى سورية بدبابته وصواريخه ويدخل مقاتليه”.

ويتابع نائب رئيس بلدية عرسال: “إن تم إقفال الحدود بين عرسال وسورية أي تلك الخمسين كيلومترا، ستبقى 150 كيلومترا أخرى تمتدّ من جرد وادي خالد مرورا بالهرمل حتّى جرد عرسال، ثم من جرد عرسال مرورا ببعلبك فالمصنع حيث الحدود مفتوحة عند المناطق الشيعية مع سورية دون أي رقيب أو حسيب”.

السابق
سليمان: البيان الوزاري يركز على مرجعية الدولة في الدفاع عن لبنان وتحرير الاراضي المحتلة
التالي
علماء البقاع الغربي يوقعون وثيقة لتحريم القتال والتكفير