الدرك على دراجات هوائية في الكورنيش

لم يكن ما أنجز في مخفر حبيش وليد ساعته، بل هو نتيجة عمل طويل بدأ بفكرة عامة انطلقت من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي التي استعانت بخبراء من جمعية “NICO”، لمساعدتها.

اليوم اصبح لمخفر حبيش مظهر آخر، هكذا يقول ربيع حداد خبير التواصل في الجمعية “يبقى ان نتابع العمل وسير الامور لنحو سنة، قبل الانتقال للعمل في مخفر آخر، وذلك لكي نتعلم من اخطائنا ونعرف اين هي نقاط ضعفنا، وأين نجحنا وأين فشلنا”.
يقول حداد ان “المشروع بدأ منذ نحو سنتين، وهو يهتم بجعل رجال قوى الامن الداخلي يغيّرون الطريقة التي يتعاملون بها مع اللبنانيين، ولهذا الامر قمنا باجراء دورات لتدريبهم على كيفية التصرف، فالشعب له حق ان يطلب من هؤلاء المساعدة، او ان يسألهم عن المهمة التي يقومون بها، وهذا ما حاولنا ايصاله لهم”.
ويضيف: “قبل فترة كان رجال قوى الامن الداخلي يتصرفون كأبطال، كانوا بعيدين عن الناس، مسلوخين عن المجتمع، لذا حاولنا جعلهم يتعايشون مع فكرة انهم من الشعب ويجب ان يحصلوا على ثقته”. ويشير حداد الى ان “المشروع بدأ على صعيد كل قوى الامن الداخلي، وطلبت المديرية العامة خبراء من الخارج لمساعدتها في اعادة تأهيل العناصر، وهذا ما حدث”.
يقول حداد: “في هذه الفترة قامت جمعية دولية مهتمة بحقوق الانسان بكتابة تقرير في غاية القسوة عن الوضع في لبنان، وخاصة عن مخفر حبيش، والمكتب الجنائي في مبنى المخفر، فقرر المعنيون ان يكون الرد على هذا التقرير، بإيجاد شيء محدد نعمل على اعادة تأهيله وتحسينه لاظهار الفرق، وقد وقع الاختيار على مخفر حبيش استنادا الى التقرير السالف الذكر”.
ويؤكد حداد ان “الناس كانوا يتجنبون الذهاب الى مخفر حبيش لرفع دعوى مثلاً، لان هناك نظرة لدى الناس ان من يدخل الى مخفر حبيش لا يخرج منه، لذا كان لا بدّ من معرفة ماذا يريد الناس من رجال قوى الامن الداخلي، وهذا ما بدأنا بالبحث عن جواب عبر طرق علمية”.
ويروي حداد كيف بدأ العمل في مخفر حبيش، “تمّ تغيير لون الجدران، استبدال الاثاث، وفصل الغرف الخاصة بالعناصر عن الغرف التي يتم فيها استقبال المواطنين، كما تمّت اعادة تأهيل السجون ووضع كومبيوترات في المكاتب”.
وينتقل حداد للحديث عن تطوير العمل بعيداً من تحديث المبنى، “فقد استحدثت غرفة لتحليل البيانات، وفيها يتم تحديد ما الذي يحدث واين، وتاليا يصبح ممكناً القيام بتدابير احترازية او استباقية لمنع جريمة او اشكال… وأصبحت القوى تقوم بدوريات في رأس بيروت (المنطقة التي يوجد فيها مخفر حبيش) سيرا على الاقدام، الامر الذي يقرّبهم من الناس ويجعلهم على تواصل مباشر معهم، كما ستنطلق دوريات على الدراجات الهوائية على الكورنيش الامر الذي يؤدي الغاية إياها، وهذا الجزء من المشروع سيتم اطلاقه في 16 آذار”.
ويتحدث حداد عن بعض العوائق التي تواجه التجدد في العمل، “لقد استبدل نحو 60 رجلاً من المخفر وجيء بآخرين مكانهم تم اختيارهم ممن رغبوا بأن يكونوا جزءاً من هذا التغيير، لكن مع ذلك في بعض الاحيان يشعرون انهم يعملون كثيراً، مقارنة بما كانوا يعملون سابقاً، وهذا ما يؤدي الى اعتراضهم، كما ان بعض نساء قوى الامن الداخلي يعترضن على الخروج في دوريات ليلاً، لكن هذه الامور تتم معالجتها بسرعة”.

السابق
مسؤول إسرائيلي: نخشى استخدام الجماعات المسلحة بلبنان طائرات بدون طيار
التالي
“يديعوت إحرونوت”: تحطم طائرة إستطلاع إسرائيلية