من الأطفال لأساتذتهم في عيد المعلم.. بطاقة معايدة

في زمن تفوّق فيه التلميذ على معلميه بسبب التطور التكنولوجي، وفي زمن أضحى فيه التلميذ يثقف نفسه بنفسه.. أصبحت مهنة “المعلّم” مهنة شاقة.

البعض يقول أن هذه المهنة تكاد تكون كغيرها من المهن.. تحول فيها المعلم من رسول إلى موظف عادي يؤدي واجبه فقط لا غير. لكن التعليم يبقى، مهما تبدلت الأيام وتطورت، لبناء الأجيال وتربيتها. ورغم ان بعض المعلمين يجعلون التعليم سهلا،‏ فق‍د تكون هذه المهنة مليئة ب‍العقب‍ات.. من الصف‍وف الم‍كتظ‍ة،‏ التصحيح والتحضي‍ر المف‍رطَين،‏ ال‍روتين الخ‍انق،‏ إلى العقبة الأهم وهي “ال‍راتب المنخفض”.
في هذا السياق، أكدت سمر، وهي معلمة اللغة الأجنبية في إحدى مدارس العاصمة في حديث لـ”النشرة” أن ” التعليم “رسالة وليس مهنة”: “صحيح أنها مهنة يعتاش منها الأستاذ وتعتبر مصدر رزقه،  إلا أننا لا نعلّم فقط من أجل الحصول على مردود مادي، فلو أردنا ذلك لكنا توجهنا إلى أي عمل آخر أقل تعباً”، ولفتت إلى أن المعلم هدفه توعية الأطفال وتثقيفهم “كرمال يطلعوا بعدين مثقفين”.
من جهتها، اتفقت المعلمة ألين مع سمر على أن مهنة التعليم هي “رسالة”، وقالت لـ”النشرة”: “مهمتنا هي رسالة وتوعية وأن نكون قريبين جدا من الأولاد وأن نطوّر العلاقة فيما بيننا للتعدى علاقة “معلمة وتلميذ” إلى علاقة صداقة”.
ولأن التعليم سامٍ.. ولأن “المعلم” يتعب ويشقى في تربية الأجيال فإن تكريمه واجب علينا وعلى جميع الطلاب، كما أن هذا التكريم يجب ان يكون أساساً في تربية الأهل لأولادهم طوال العمر. وإن كان البعض لا يستطيع شراء الهدايا لأسباب مادية فإن بعض العبارات والكلمات قد تكون كافية في مثل هذه المناسبة ليعبر التلميذ عن حبه وامتنانه لمعلمته.

وفي هذه المناسبة، التقينا عددًا من الطلاب في جولة قمنا بها على عدد من المدارس، حيث استوقفتنا بعض المواقف البريئة لأطفال يحملون في قلبهم كل محبة واحترام لأساتذتهم. فالطالب في الصف الثالث ثانوي، إيلي، قال: “أحب معلمتي جدا، وأتمنى أن لا تمرض أبدا كي أراها يوميا”، وبكل براءة أضاف: “أريد منها أن لا تفارقني أبداً وأن تقوم بتعليمي كل سنة”.
وقد نعتبر أن طفلة في الخامسة أو السادسة من عمرها لا تعبر جيدا عمّا في داخلها تجاه معلمتها، إلا ان لين، فاجأتنا بذكائها ومدى وعيها، وأكدت لنا انها تحب معلمتها جدا “لأنو بتهتم فيّ عطول، وأنا هديتا وردة لأنو بحبا كتير”. وما لفتنا خلال جولتنا في إحدى المدارس عن تضامن عدد من الصفوف فيما بينهم لتحضير حفلة صغيرة، ضمن إمكانياتهم البسيطة يجمعون فيها أساتذتهم بهدف تكريمهم.
إذاً، هذا “الرسول” الذي يبذل كل ما باستطاعته في سبيل تنشئة كل هذه الأجيال، يستحقّ على الأقل كلمة شكر ومحبة. وكما يضحي الأهل من أجل تربية أولادهم،  فواجبهم أيضا تعليمهم محبة “المعلم” وتكريمه.

السابق
سلسلة ندوات عن النحل في البقاع
التالي
انتظروا 3 أيام ممطرة تبدأ غداً