أبناء الحريري يبدّدون 6.5 مليارات دولار من ميراثهم

الصورة: نجيب ميقاتي بملامح تضجّ براءة إلى جانب العلم اللبناني.
المبلغ: 3.1 مليارات دولار.
المرتبة: 5200 عالمياً.

بهذه المعلومات يُمكن البدء بتصفّح لائحة أصحاب المليارات من لبنان، بحسب تصنيف مجلة «فوربز» التي نشرت في بداية الأسبوع الجاري تقريرها السنوي الشهير. ليست صورة رئيس الحكومة السابق غريبة عن الرأي العام، وهي تتماهى مع تصنيف المجلة لميقاتي (58 عاماً) بأنّه «معتدل، ناضل لكي يُبقي لبنان، المنقسم بحدة على المستوى الطائفي، خارج الأزمة السورية».يبدو الوصف ساذجاً، أو ربما هذا هو القدر الملائم من السطحية الضروري في إطار كهذا. وبالتالي، يُمكن، بحسب المحرر، التذكير بأنّ ميقاتي، قبل خوضه غمار السياسة، عمل مع أخيه طه في قطاع الاتصالات في أفريقيا وسوريا، وفي عام 2006 باعا شركتهما إنفستكوم إلى مجموعة MTN العملاقة مقابل 3.6 مليارات دولار مقسمة بين كاش وأسهم.أضحت هذه المعلومات قديمة لمتابعي ملفّ الأخوين ميقاتي. ولكن اللافت هو أنّه بين آذار عام 2013 وآذار هذا العام، سجّلت ثروة الرئيس ميقاتي تراجعاً بواقع 400 مليون دولار، كما تراجع على السلم العالمي من المرتبة 284 إلى المرتبة 520، مع العلم بأن هذا العام هو الأول الذي تسجل فيه ثروة ميقاتي تراجعاً منذ عام 2009 حين كانت ملياري دولار.
تقنياً، يُمكن قص ولصق التوصيف نفسه على ثروة طه ميقاتي. الفارق هو أنّ المجلة تشرح أكثر عن مجموعة M1 في معرضض الحديث عن الأخ الأكبر. وتُذكّر بأن آخر مآثر المجموعة استثمار في شركة لبنانية تنشط في قطاع الزراعة في السودان.في المرتبة الثالثة لبنانياً و796 عالمياً يبرز اسم بهاء الدين الحريري (47 عاماً)، أحد ورثة امبراطورية رفيق الحريري المالية في منتصف العقد الماضي، والناشط في مجال العقارات، وتحديداً في الأردن عبر شركته Horizon. يملك بهاء حالياً 2.2 مليار دولار، بعدما هوت ثروته بواقع مئتي مليون دولار مقارنة بالعام الماضي، وهي كانت 4.1 مليارات دولار عام 2006. أما في المرتبة الرابعة فمن غيره، شاغل الساحة السياسية اللبنانية، الرئيس سعد الحريري. مع حلول آذار 2014، تكون ثروة «الشيخ» قد هوت إلى ثاني أدنى مستوى لها منذ آذار 2006 حيث بلغت 1.5 مليار دولار، بعدما كانت تحلّق عند 4.1 مليارات دولار، وذلك مباشرة بعد استشهاد والده وتقسيم الميراث.تذكّر المجلّة بأنّ سعد يعيش بين الرياض وباريس منذ إسقاط حكومته مطلع عام 2011، وأنه لا يزال رئيس مجلس الإدارة، المدير التنفيذي، لمجموعة «سعودي أوجيه» التي تُعدّ إحدى أكبر شركات البناء في السعودية ومصدر ثراء العائلة.هذا العام يحلّ سعد في المرتبة 1154 بين أصحاب المليارات في العالم، بعدما كان في المرتبة 792 في العام الماضي بثروة كانت تبلغ 1.9 مليار دولار. بعد سعد يبرز اسم أخيه أيمن الذي تبلغ ثروته 1.2 مليار دولار متراجعة 150 مليوناً عن العام الماضي. أيمن الذي لم يتخطّ 35 عاماً، ينشط في «أوجيه» التي تنشط بدورها في مجالات عديدة من المصارف إلى الاتصالات.هذه الثروة تضع أيمن في المرتبة 1372 عالمياً. وفي المرتبة نفسها وبحجم الثروة نفسه، يحل ابن آخر لرفيق الحريري هو فهد (33 عاماً). وقد سجّلت ثروة هذا الوريث تراجعاً بقيمة 150 مليون دولار، مع العلم بأنها كانت 2.7 مليار عام 2006. تماماً كحجم الثروة التي كان يملكها أيمن في ذلك العام.
هكذا يكون أبناء الراحل رفيق الحريري ــ من الذكور أصحاب المليارات ــ قد بدّدوا 6.5 مليارات دولار خلال ثماني سنوات. الأكيد أنّ من الصعب جداً أن يعود هؤلاء إلى عرشهم في ظلّ المنافسة الشرسة في مجالي المال والأعمال في العالم العربي تحديداً، إلا إذا أفضت التفاهمات السياسية على تركيبة جديدة تُفيدهم من إعادة إعمار سوريا أو الاستمرار في «استثمار لبنان» كما كانت تجربة والدهم في لبنان قبل ثلاثة عقود.

عموماً، تكون ثروة اللبنانيين البارزين على اللائحة الشهيرة، وهم ستة أشخاص من عائلتين فقط، قد تراجعت بقيمة 1.7 مليار دولار في عام، وهي نتيجة مخالفة للنمط العالمي المسجّل على اللائحة. فمع حلول آذار هذا العام رصد فريق الثروات العالمية لدى المجلة 1645 مليارديراً حول العالم، بثرورة إجماليّة تبلغ 6.4 تريليونات دولار، أي 10% تقريباً مما يُنتجه سنوياً الاقتصاد العالمي برمّته. أكبر الفائزين هذا العام كان المدير المؤسس في شركة فايسبوك، مارك زوكربرغ، الذي قفزت ثروته 90% إلى 28.5 مليار دولار بعد انتعاش سعر سهم موقع التواصل الاجتماعي الذي يحوي أكثر من مليار مستخدم ناشط.

ويبدو أن هذا الموقع أضحى معهداً لتخريج الأغنياء بمستويات فاحشة! فالمديرة التشغيلية فيه، شيريل ساندبرغ، أصبحت في اللائحة إلى جانب نائب الرئيس جف روثتشايلد إضافة إلى الوافدَين الجديدين، يان كووم وبراين آكتون، مؤسّسا تطبيق WhatsApp.

السابق
قل لا للعنف: لعدم تهميش المرأة
التالي
إلى رندة بري: هو إغتصاب يا عزيزتي!