أسباب التوقيف لا تزال غامضة، علماً أن ملص كان يتردد في الأشهر الأخيرة الى بيروت، بعد تصويره فيلمه الاخير العام الماضي “سلّم الى دمشق” في العاصمة السورية، من دون اعتراضه من أجهزة النظام السوري المخابراتية. والمعروف أن افلام ملص لصيقة بهموم سوريا ومواطنيها، وبكرامة الانسان السوري. اما فيلمه الاخير “سلّم الى دمشق” فهو الفيلم الروائي الاول الذي يتناول الحركة الاحتجاجية السورية، برمزية وشاعرية، مستنداً الى شهادات سوريين تنضح بيوميات القلق والخوف من المجهول.
شارك الفيلم في مسابقة “المهر الروائي للأفلام العربية”. وفي تلك المناسبة، قال ملص انه اراد لفيلمه هذا “أن يكون شهادة على ما يجري، معبراً عن المشاعر الحقيقية للمواطن السوري الذي كان هدفه الحرية والكرامة”، قبل أن “يصير البلد مفقوداً الآن، ولم يبق منه شيء”. وقد حضرت في الفيلم روح المخرج السوري عمر أميرالاي، صديق ملص، والراحل قبل مدة وجيزة من انطلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا.
وبعد الفنان التشكيلي يوسف عبدلكي الذي اعتقل في دمشق وأطلق قبل اشهر، ها هو محمد ملص في قبضة أمن النظام الأسدي الذي خنق سوريا قبل أن يدمرها.