ذكرى معروف سعد بلا علم لبنان والوريث نسي الموروث

معروف سعد
في الذكرى 39 لاغتيال الزعيم الشعبي معروف سعد، جالت تظاهرة شعبية ضخمة شوارع مدينة صيدا صباح الأحد. ملاحظتان لا بدّ من ذكرهما. الأولى أنّ العلم اللبناني غاب عن الذكرى، في خطوة عجز المنظّمون عن إيجاد سبب مقنع لها، والثانية أنّ سعد اتّهم "الرجعية العربية" بدعمها من دون أن يعرّج على سبب أساسي أدّى الى تفاقمها مؤخرا.

في الذكرى 39 لاغتيال الزعيم الشعبي معروف سعد، جالت تظاهرة شعبية ضخمة شوارع مدينة صيدا صباح الأحد 2 آذار 2014، شارك فيها الآلاف من أبناء صيدا والجوار بالإضافة إلى مشاركة فلسطينية واسعة.

إنتهت التظاهرة عند ساحة النجمة حيث ألقى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد كلمة عن الوضع الراهن والمخاطر التي يمر بها لبنان، منتقدا الخطر الداهم الذي يمثله “إرهاب يسعى إلى زرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد”.

ووجّه سعد أصابع الاتهام إلى قيادات لبنانية عديدة بالتستر على المجموعات الارهابية “في محاولة لجر البلد إلى حرب أهلية جديدة”، كما هاجم عدداً من الأنظمة العربية التي وصفها بـ”الرجعية”، بدعم هذه المجموعات، وطالب الدولة بمؤسساتها كافة وخصوصا الأجهزة الأمنية بـ”عدم التهاون مع هذه المجموعات وضربها بيد من حديد، لأنّ هناك محاولات لتخريب الأوضاع في عدد من الدول العربية مثل مصر، اليمن، سوريا والعراق”.

وعاهد المتظاهرون أن تبقى صيدا مدينة مفتوحة للجميع، مدينة التنوع والداعية إلى وحدة الوطن، كما دعا الحكومة إلى “الإسراع في إنجاز بيانها الوزاري والتصدي للمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المواطنون”.

لفت الانتباه في تظاهرة صيدا التي جرت أمس الأحد 2 آذار 2014 ملاحظتان:

الأولى تتعلق بخطاب الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، الذي كان محقا في لفت النظر إلى الخطر الكبير الذي تشكله المجموعات الارهابية التي تعمل على تنفيذ عدد من التفجيرات في أماكن مختلفة من لبنان، إلا أنّه اكتفى بدعوة السلطة ومؤسساتها الى “التصدي لها”. فبدا كأنّ الحل الأمني، وهو ضروري لمواجهتها، الطريق الوحيد للقضاء عليها من دون أن يعرج على سبب أساسي أدى الى تفاقمها مؤخرا، وهو استمرار النزاع السياسي بين القوى السياسية الأساسية، وعدم رضوخها لمنطق بناء تسوية تاريخية تسمح لجميع القوى بالتعاون للوقوف في وجه هذه المجموعات، بالاضافة إلى نزع المبررات التي تستخدمها هذه المجموعات لتبرير عملياتها الاجرامية.

كما أن هذا الاتجاه الارهابي ليس وليد الخارج العربي بقدر ما هو ابن البيئة اللبناني، علفى خلاف اتهام سعد أطراف عربية بدعمها. وهذا ما يثبته أن جميع الانتحاريين هم لبنانيون أو مقيمون في لبنان، وأن انسداد الأفق أمامهم، وغياب خطط تنموية متوازنة تؤمن لهم فرص عمل.. كان الدافع الأساسي لهذا الاتجاه الذي بدأ منذ سنوات طويلة في لبنان، وفتح الاسلام خير مثال على ذلك.

الملاحظة الثانية كانت قد بدأت منذ 39 عاما. فالقضية الفلسطينية كانت الهاجس الأساسي في عمل معروف سعد، ولم يتخلّ عنها وعن نضال شعبها يوما، إلا أنه كان زعيما شعبيا لبنانيا، لا يستطيع أن يزايد عليه أحد بانتمائه اللبناني من جهة ومن دعمه ونضاله القومي المتمثل بمشاركته الفعلية في النضال الفلسطيني من جهة اخرى.

يوم جنازته لفّ جثمانه بالعلم الفلسطيني بدلاً من العلم اللبناني، وكان هذا الحدث مثار تساؤل كبير، وأمس الأحد رُفعت في تظاهرة صيدا الأعلام الحزبية اللبنانية والفلسطينية، وكان الغائب الوحيد علمنا الوطني. ظننت أنّني الوحيد الذي انتبه الى الموضوع، واكتشفت أن عددا من الصيداويين تساءل عن السبب، إلا أنّ منظمي التظاهرة لم يمتلكوا جوابا مقنعا لعدم رفع العلم اللبناني واكتفى بعضهم بالقول أن ما حصل أمر غير مقصود!!

السابق
قائمة أقوى 10 نساء عربيات لسنة 2013
التالي
سليمان: لانسحاب زمن وحدة الصوم على الوحدة اللبنانية لمواجهة المخاطر المحدقة