دورة وديع الصافي في المهرجان اللبناني للكتاب الـ33

للكتاب اللبناني مهرجان تتولاه بعناية الحركة الثقافية في انطلياس للسنة الـ33 توالياً، في القاعة الكبرى لدير مار الياس انطلياس، وفيه برنامج ثقافي حافل، وهذه السنة تحية منها لوديع الصافي.

مهرجان ملتقى الكتاب والادباء يلقي تحية التكريم لسبعة من اعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي، ينوّع في برامج التواقيع، وندواته. وللصغار حصة كبيرة مع القصص والحكايات، ولا ينسى ان يلقي التحية على المعلم وعلى المرأة في يومهما. كما يخصص ندوة لذكرى انسي الحاج بعنوان “حي في الذاكرة”.
حضر الافتتاح السبت وزير الثقافة روني عريجي ممثلاً رئيس الجمهورية راعي الحفل، النائب غسان مخيبر ممثلاً رئيس مجلس النواب، ووزير الاعلام رمزي جريج ممثلاً رئيس مجلس الوزراء، وعدداً من الوزراء والنواب والوزراء السابقين واصدقاء الحركة الثقافية والكتاب.
واعتبر عريف الاحتفال الدكتور الياس كساب ان الحركة الثقافية تستمر في رسالتها من خلال ثقافة الكلمة والمعرفة والانتماء والحرية والمواقف الوطنية، والمهرجان تحية وفاء لكل انسان أكاتباً كان ام قارئاً.
وقال امين المهرجان منير سلامة: “في الدورة التي اسمها وديع الصافي، عربون شكر ووفاء لهذا الكبير الذي غادرنا، وديع الصافي القيمة الفنية والانسانية والوطنية”. واعتبر افتتاح المهرجان فعل ايمان بلبنان الوطن، الذي نسي الكثيرون وخصوصاً اهل السياسة الدور الذي يميزه في هذه المنطقة العربية المتأرجحة شعوبها بين ظلم الحكام وبين ظلام الاصوليات الجاهلية، هذا الدور الذي هو دور الريادة الفكرية والتقدم العلمي والحداثة بابعادها الحضارية كافة، وعرض لابرز النشاطات.
وامل رئيس الحركة الاب الدكتور ريمون الهاشم “أن يكون هذا المعرض الفرصة الذهبية التي ينتظرها الجميع على أبواب الربيع لإرواء الأذهان من ينابيع الفكر الأدبي اللبناني الذي لا ينضب والذي يجري في عروق شعبنا على مر الاجيال”.
وقال الأمين العام للحركة الثقافية- انطلياس عصام خليفة: “تقصدنا ان نطلق على هذه الدورة اسم الفنان اللبناني الذي تربينا على فنه، الا وهو وديع الصافي. ان حركتنا تحيي روح هذا العملاق الخالد، وقد خصصت اليوم الأخير من المهرجان (16 آذار) لابراز انجازاته الفنية وخصائصه الانسانية والوطنية”.
وتحدث عن الاخطار التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة من تاريخه. واعتبر انه من واجب النخب الثقافية السعي إلى تطوير خطاب بناء غير اقصائي. وان تجتهد في ايجاد الجوامع المشتركة بين كل القوى السياسية للخروج من حالة التشرذم والاستقطاب التي تسد الطريق على أي تحول ديموقراطي حقيقي في وطننا. وعرض برنامج الحركة لهذه السنة.
والقى عريجي كلمة قال فيها: “معرض الكتاب في أنطلياس حدث سنوي، بل تظاهرة ثقافية سنوية هي أشبه بفعل تحد في ظل ظروف مختلفة، منها الأمني ومنها الاقتصادي، وقد يكون الأهم، تراجع القراءة لأسباب مختلفة. فالكتاب الذي طالما كان خير جليس يكاد يكون على الرف، مستبدلاً في شكل متزايد بالقراءة الإلكترونية، أو بسبب ما نعانيه من تراجع كي لا اقول انهيار ثقافي هو جزء من تراجع عام طال الكلمة والأغنية والمسرح وكل الفنون. وعليه، فإن هذا المعرض هو عملية إنقاذ دائمة لوطن الإبداع، لوطن الكلمة وحرية التعبير. والحركة الثقافية – أنطلياس بما تحققه، تعطي الحافز أيضا للكتاب والشعراء والباحثين والناشرين وتمنحهم مساحة لإنجاز ما يتمنون”.

الزراعة والمياه

وفي اليوم الثاني للمهرجان قصت الانسة بيرا عون الحكايات على الاولاد الذين توافدوا صباحاً، وبعد الظهر كانت ندوة عنوانها “الزراعة والغذاء والمياه في لبنان” ادارها السيد حنا ابي حبيب، وقال ان المياه والزراعة والغذاء ثلاثة اقانيم لجوهر واحد هو الحياة، وتحدث عن الاخطار التي تهدد ثروة لبنان المائية. وقدم الباحث والاكاديمي الدكتور موسى نعمه الذي تحدث عن مفهوم الامن الغذائي، واعتبر ان الارض المصنفة للزراعة تتناقص لاسباب عدة، منها زيادة عدد السكان والمنافسة على الأرض للبنيان وارتفاع مستوى المعيشة. واعتبر أن قيمة المياه المتاحة للاستعمال غير قادرة على انتاج أكثر من 8 الى 10% من الحاجات الغذائية. وان “كمية الماء المتاحة في لبنان تعطي الفرد الواحد 700 متر مكعب من الماء كمعدل وسطي وفي حال بنيان السدود تصبح الكمية 900 متر مكعب في السنة للفرد الواحد وهذا هو دون خط الفقر الادنى للمياه التي تعرّفها المم المتحدة بـ 1000 متر مكعب للفرد الواحد بالسنة”.
وكان تكريم للدكتور خير الدين حسيب من العراق اداره الدكتور انطوان سيف وقال: “نمت، بفضل خير الدين، جمعيات مدنية ثقافية مميزة بفاعليتها الواسعة تجعل المعرفة والعلوم المعاصرة في متناول الطاقات الشبابية، يمتحنها الفكر الجدلي باستمرار، لا كمادة تأمل، بل كمؤشر فعل جماعي متراكم ومتعاظم يرى تلازماً لا ينفصم في مسيرته بين التغيير بالثقافة والتغيير في الثقافة”.
وكان قدمه الدكتور عصام نعمان الذي قال: “ما أسعى اليه، ليس دراسة خير الدين حسيب وتقويمه بل تذكّره والتعبيـر عمّا تركه شخصه وأداؤه من انطباعات في النفس والعقل”. وتحدث عن معرفته به في مجالات عدة ابرزها كباحث قومي في الاقتصاد والتنمية في مركز دراسات الوحدة العربية. وعن مزاياه البارزة ومنها: الجدّية والمنطق المتماسك والإلتزام القومي. واعتبر أنه “مترع بالوطنية الصادقة والإلتزام القومي الإنساني، والمشارك بفكره ونضاله وقيادته وتعاونه الحميم مع نخبة من أبناء جيله وعارفيه وقادريه في تجديد الحركة القومية العربية الديموقراطية”.

السابق
توافر السلع لا يعني وصولها لجميع السوريين
التالي
حمدان في تكريم اعلاميي الجنوب : ليس ببيان وزاري نصنع المقاومة