وعلى هذه الخلفيات، يقول زوار سليمان إنّه تجاوز في خطابه امس كل هذه القراءات السطحية. فالخطاب كُتب قبل ايام عدة ولم تكن المواقف التي اطلقت امس وقبله على سبيل المزايدة قد صدرت بعد، لكنّه كان يترقبها من خلال الظروف التي رافقت تأليف الحكومة الجديدة على مدى الأشهر العشرة الماضية، ومن خلال إصرار البعض على المضي في الرهانات الخاطئة، ومن غيّ البعض في التورط بعيداً في وحول الأزمة السورية من دون التطلع الى سلبياتها.
ويضيف الزوار أنّ رئيس الجمهورية أراد من خلال إشارته عن سموّ «إعلان بعبدا» عن البيانات الوزارية الى مرتبة اعلى، أن يؤكد للقاصي والداني أنّ هناك ثوابت وطنية تسمو على السياسي والآني منها، وهو يراقب الإنقلابات في المواقف والتلاعب بما كان يسميه هذا الفريق او ذاك من الثوابت والمعادلات الوطنية والذهبية، بمجرد الإيحاء من داخل او من خارج، وهو اراد القول إنّ المعادلة الذهبية الدائمة التي لا تزول، هي تلك التي تحمي الأرض والشعب والقواسم المشتركة بين اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق، وليست المقاومة التي راحت بعيداً في اتجاه بعيد من الإحتلال الإسرائيلي.
وأراد سليمان – حسب زوراه – أن يلفت نظر الجميع الى أنّ تجاوزه «إعلان بعبدا» في البيان الوزراي بالصيغة التي أُقرت، هو دعوة صريحة الى تجاوز العقدة الثانية المتمثلة بالمقاومة والخروج من نفق الشروط والشروط المضادة لمواجهة ما هو أخطر وأدهى. وأراد سليمان كذلك أن يقول لهم إنّ الحماية الدولية توفّر الحماية لجميع اللبنانيين بمن فيهم المقاومة نفسها، لأنه متى سقطت حدود الدولة في التعاطي مع العالم الخارجي تسقط كل المحرّمات.
وقد أراد رئيس الجمهورية القول لهم جميعاً إنّ الخطاب له مهمة اكبر من أن يكون في نهاية ولاية لا في بدايتها، فهو يؤسّس للولاية الجديدة التي سيرعاها رئيس جديد. فهذه هي قناعاته: لا يريد تدوير الزوايا ولا يريد عطفاً وتملقاً من أجل تمديد، وأنّ مَن اراد أن يوافقه يمكن أن يلاقيه، ومَن يرفض فليتحمَّل المسؤولية امام الله والوطن والتاريخ.