أيخهورست: أبلغنا حزب الله بضرورة ضبط النفس إثر الغارات الإسرائيلية

كشفت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا إيخهورست في حديث لصحيفة “السفير” أنه “بعد الغارة الإسرائيلية ضدّ مواقع لـ”حزب الله” تبلّغَت جميع الجهات المعنيّة بضرورة عدم الانزلاق الى الأسوأ، وقد أُبلغ “حزب الله” عبر القنوات الديبلوماسية بضرورة ضبط النفس”.

وقالت أيخهورست: “ما يمكنني التوصية به هو الآتي: لنبق بعيدا من التصعيد. عقدنا اجتماعا مع المسؤولين في اليونيفيل وهم يعرفون أنه ما من مصلحة بأن تنزلق الأمور نحو الأسوأ، وثمة جهود تبذلها جميع الأطراف لخفض التوتر، وأتمنّى أن تبقى جميع الجهات محافظة على هذا الخط الذي لا يريد أحد تخطيه”، مشيرة إلى “وجود إرادة جدّية من قبل 38 دولة مشاركة في اليونيفيل باحترام القرار1701، خصوصاً أن ثمة 34 في المئة من تلك القوات تأتي من 14 دولة أوروبية، وهناك إرادة دائمة للمحافظة على الأمن والاستقرار في لبنان من خلال القرار 1701”.

وقبيل سفرها الى باريس للمشاركة في اجتماع المجموعة الدولية في 5 آذار، لفتت إيخهورست الى أنّ هذا الاجتماع “يظهر مدى دعم المجتمع الدولي للبنان، وهو إشارة قوية بإدراكه للأولويات اللبنانية الراهنة وفي مقدّمتها الأمن ثمّ الاستحقاقات المقبلة، أي الانتخابات الرئاسية وانتخاب برلمان جديد، الى ملفي النازحين والاقتصاد”، وأردفت: “إنّ الاتحاد الأوروبي لا ينسى لبنان”.

ستحاول الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون حضور اجتماع باريس، لكنّ تأكيد حضورها الشخصي رهن بالأجندة الأوروبية المكتظة بشأن الأزمة الأوكرانية وسياسات الجوار.

وعما إذا كانت حكومة الرئيس تمّام سلام تلبي طموحات المجتمع الدولي ما يجعلها تحظى بالدّعم الذي لم تظفر به حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أجابت أيخهورست: “الكلام عن أن حكومة الرئيس ميقاتي لم تحظ بدعم المجتمع الدولي ليس دقيقاً، لأن المجموعة الدولية من أجل لبنان أنشئت أثناء ولاية الرئيس نجيب ميقاتي الذي بذل شخصيا جهوداً مضنية من أجل الحصول على دعم المجتمع الدّولي، واجتماع باريس هو الثالث للمجموعة الدولية، إذ يجب إيجاد تفاهم حول لبنان وقضاياه. الاتحاد الأوروبي ثابت في مواقفه مع لبنان، وهذا ما سيكون مع الحكومة الحاليّة، وما يهمه هو استقرار لبنان. والاتحاد الأوروبي سيواصل دعمه للبنان، ونحن لم نخفض مستوى تعاوننا أبداً، بل رفعنا مساعداتنا إلى لبنان ثلاثة أضعاف منذ عام 2012 بعد الأزمة السورية، ومن المنتظر أن تتصاعد في 2014 أو اقلّه أن تبقى ثابتة على ما هي عليه”.

وأضافت: ” الحاجات كبيرة في لبنان: البنية التحتية الاساسية والطاقة والمياه التي ستكون شحيحة صيفا، والطرقات والزراعة، كل تلك قواعد ارتكازية لخلق فرص عمل وتخفيض نسبة البطالة التي بلغت في آخر الإحصاءات الـ18 في المئة، فضلا عن أن 30 في المئة من الشعب اللبناني (من غير احتساب النازحين) يعيشون تحت خطّ الفقر، مع أكثر من مليون نازح مسجلين رسميّا يحتاجون الى مساعدات أساسية في مجالي التعليم والصحة والى بنى تحتية للنفايات الصلبة ومتطلبات أخرى”.

وفي مسألة الإرهاب الذي يضرب لبنان، رأت إيخهورست أنّ “الأمن هو أولوية، ولا يمكن ترك الناس في لبنان تعيش بهذا الهاجس بعد عدد من الهجمات الانتحارية، وثمة إرادة دولية وأوروبية بمضاعفة الدّعم للأجهزة الأمنية كلها وفي مقدّمتها الجيش اللبناني، لكن أيضا قوى الأمن الدّاخلي والأمن العام اللبناني”.

وأضافت: “الجديد بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي أنه يمكننا إعطاء دعم مباشر لهذه الأجهزة. منذ 2007 قمنا بتدريب للوحدات الخاصة في قوى الأمن الداخلي، وكان لدينا تعاون وثيق لمكننة الأنظمة، ومنذ العام الفائت بدأنا بتنفيذ هذه البرامج من البناء المؤسسي والقدرات في الجيش اللبناني والأمن العام وسنستمر بهذا الأمر. وثمة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي بدأت بالتفكير بكيفية مساعدة هذه الأجهزة”.

وتابعت: “أن أوروبا بدأت منذ أعوام تنسيقاً وتبادل معلومات قويا بين دولها، وفي الأسبوعين المقبلين سيزور لبنان منسّق جهاز مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دو كرشوف. وقد وضع سياسة أوروبية حول المقاتلين الأجانب، وهو سيأتي الى لبنان بسبب التعاون الأمني الموجود منذ أمد طويل. أما هدف زيارته فهو شرح السياسة الأوروبية لمكافحة الإرهاب للسلطات اللبنانية ونعتقد أنه يجب أن يكون للبنان سياسة وطنية في شأن مكافحة الإرهاب، وهذا ما يأتي للنقاش به”.

وعن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، قالت أيخهورست: “نتمنى أن تكون الانتخابات الرئاسية هذه المرة مسألة لبنانية، وكما قال رئيس الحكومة تمام سلام إن حكومته صُنعت في لبنان، نتمنى أن تبقى الدولة اللبنانية وفيّة للمؤسسات الدستورية لأن ذلك يشكّل نموذجا لدول المنطقة. لديكم مهلة دستورية حتى 25 أيار وما ألمسه من اتصالاتي أن ثمة عملاً جدياً من أجل إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل انتهاء هذه المهلة الدّستوريّة”.

السابق
قزي لـ النهار: نقاشات البيان الووزاري بمثابة وضع طربوش على طربوش
التالي
مصادر فرنسية: اتفقنا مع لبنان على تفاصيل صفقة الأسلحة