العريضي: خارج نطاق الدولة لا مكان لأحد منا

غازي العريضي

تطرق الوزير السابق غازي العريضي الى الوضعين اللبناني والعربي. وأضاف: اذا اختلفنا لا بد ان تبقى لنا مساحة هادئة للتفكير معا لتنظيم الخلاف والوصول الى اتفاق، لاننا نخشى ان نصل الى مرحلة نصبح فيها محركين ليس من قبل عقولنا بل محركين من قبل غرائزنا واحقادنا، ويسقط ذلك كل امكانية الى انتاج فكرة جديرة فعلا بان يكون لها موقعها التفاوضي مع الاخر والوصول الى اتفاق يرضي كل الاطراف”.

اضاف العريضي: “التسوية التي تحكم مسار العلاقات بين اللبنانيين والتسوية بنيت على الحقيقة وليس على اوهام وليس باستطاعة اي فريق ان يكسر فريقا او ان يعزله، وبالتالي لا يستطيع احد ان يتجاوز احدا، وبالتالي التسوية تبنى على هذه الحقيقة، واتمنى ان تنتهي باقرار البيان الوزاري والذهاب الى العمل رغم الفترة القصيرة للحكومة وعلينا ان نستفيد من هذا المناخ الذي لعب دورا اساسيا في ولادت الحكومة، واقول بالمناسبة ان هدف التغيير هو هدف نبيل ولو تبدلت التحالفات ولكن يجب ان يكون التغيير من اجل مصلحة الناس و الدولة”.

واضاف: “هل كان احد يتصور أن يلتئم الكنيست الإسرائيلي لمناقشة مشروع قانون لوضع المسجد الأقصى تحت السيادة الإسرائيلية؟ الذي قدم المشروع نائب في الكنيست من جماعة نتنياهو يقول: إن قبة ذهب للمسجد الأقصى ليست قبة لهذا المسجد للمسلمين هي قبة معبد يهودي فليرحل هؤلاء الى السعودية هناك موطنهم الأصلي هذه الأرض هي لإسرائيل. أكثر من ذلك فبحسب الإتفاقية الأردنية الفلسطينية هذا الموقع الكريم يقع تحت وصاية الأردن، لكن إسرائيل تجاوزت الإتفاقية وتجاوزت كل شيء وذهبت الى النقاش لوضع المسجد الأقصى تحت سلطة وزارة الأديان الإسرائيلية، متجاوزة الإتفاق الأمر الذي إضطر النواب الأردنيين أمس الى الطلب بطرد السفير الاسرائلي من بلادهم”.

واشار العريضي الى ان: “اسرائيل اليوم تحقق كل أنواع المكاسب دون حروب ودون إراقة نقطة دم. تتخلص من السلاح الكيماوي في سوريا الذي سلم بدون مقابل”، وتابع انه “في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي لم يقتل من العرب ما قتل في سوريا الآن على يد الجيش السوري أو بين السوريين أنفسهم، لذلك اؤكد نحن مجموعة من الجهلة والقتلة والمجرمين ومن الذين نتنكر لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والرسائل السماوية والى ما هنالك”.

وختم العريضي بالقول: “في الفترة الأخيرة حصلت بارقة أمل كبيرة آمل أن يستفاد منها، وما جرى في تونس يعنينا تماما في لبنان لان لبنان بلد التنوع وميزته الأساسية في هذه المنطقة هذا التنوع. أننا نريد حماية التنوع في لبنان مسيحيا وإسلاميا تحت عنوان ان لا أحد يستطيع إلغاء أحد على الإطلاق ونحترم مبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا، وأن نعرف كيف نتفاعل مع بعضنا البعض في إطار وطني واحد. فلنكرس التنوع ضمن الوحدة الوطنية وتدعيم دولة القانون، لأن خارج نطاق الدولة لا مكان لأحد منا ولا أريد أن أزيد كثيرا هنا وأنتم في طرابلس على مختلف الإنتماءات السياسية وحدة الصراعات في البلد على الأقل الشعار واحد نريد الدولة والقانون في هذا البلد لأن الدولة هي المرجعية وهي الغطاء والملاذ، القانون هو الفيصل الذي يحكم بين الناس وعلى أساسه يحتكم الناس في خلافاتهم وهذا هو العنوان الأساسي الذي يجب أن نتوجه إليه لبنانيا في هذه المرحلة والبديل عن ذلك هو الإنزلاق نحو الفوضى”.

السابق
السلطات الاوكرانية استعادت السيطرة على مطاري القرم
التالي
علوش: لبنان الى السلام