ضع هاتفك جانبا واحصل على حسم 10 بالمئة على فاتورتك

النوموفوبيا هو الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو التواجد خارج نطاق تغطية الشبكة، وبالتالي عدم القدرة على الاتِّصال والتواصل عبر الهاتف والانترنت. وإذا كان كل شخص يقوم بتفقّد هاتفه المحمول أكثر من 30 مرة يوميًا مصاباً بالنوموفوبيا، فالمرض لعله أصاب عدداً كبيراً من اللبنانيين وهم لا يعلمون، وعلى الرغم من أهمية هذه الهواتف كوسيلة تواصل لا غنى عنها، خصوصاً بتطبيقاتها التي باتت من لوازم الحياة اليومية كالواتساب والفايبر وغيرها، قد يصل التعلق بها الى حد الهوس ما قد يؤدي الى العزلة، والتوتر، وتفكيك الروابط الاجتماعية خارج الشبكة العنكبوتية.

هذه التداعيات السيئة لوسائل التواصل الاجتماعي تولد افكارا فريدة لدى البعض تماما كالفكرة التي ابتكرها صاحب مقهى “bedivere” في منطقة الحمرا جهاد الزين، والتي تنص على إعطاء الزبون حسم 10 بالمئة على فاتورته مقابل وضع هاتفه داخل علبة في المحل. هذه الفكرة خطرت على رأس جهاد  منذ مدة بعد أن استرعى انتباهه جمود “رواد السهر”.

وقال في حديث لـ”النشرة”: “اعتدت السهر في أماكن مختلفة، لأجد أنّ القاسم المشترك بين كلّ أماكن السهر هو أنّ كلّ شخص يسهر وكأنّه وحيدٌ في المنزل، حاملا هاتفه بيده”، لافتًا إلى أنّ الهدف الاساسي من تقديم هذا العرض للزبائن هو محاولة دفعهم للتحدث والتسلية معا. وأضاف: “انتشرت الفكرة عبر وسائل التواصل والانترنت وتقبلها الزبائن بطريقة ممتازة حيث أنّ عدد من يضعون هواتفهم في العلبة لا يقلّ عن نصف الموجودين في أغلب الاحيان”.
أغلب المواطنين يرون بوسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا “الواتساب” حاجة ضرورية في عصرنا الحديث، رغم معرفتهم بتأثيراتها السلبية على العلاقات الاجتماعية والعائلية. استطلعت “النشرة” آراء بعض المواطنين حول مدى تأثير “الواتساب” على انتظام العلاقات الاجتماعية، فقال أحدهم: “الواتساب مهم جدًا للتواصل ولكنّه بنفس الوقت يجعل أفراد العائلة متباعدين وكل فرد منهم في عالم خاص به حتى ولو تواجدوا في غرفة واحدة”. ورأى آخر أنّ “الواتساب هو مرض العصر الذي لا يمكن التخلص منه لارتباطه بكافة جوانب الحياة، فهو بالاضافة للامور الشخصية يُستفاد منه في ميدان الاعمال وإيصال المعلومات والأفكار ولذلك أصبح التخلي عنه امرا مستحيلا”.
تساهم التكنولوجيا بتسهيل حياة البشر وتسيير أعمالهم إلى حدّ أصبحت جزءًا لا يتجزّأ من يومياتهم، ولكن هذه الايجابية الكبيرة لها لم تخلُ من سلبيات بدأت تظهر تباعًا، وخصوصًا في ميدان وسائل التواصل الاجتماعي، إذ إنّ وظيفة هذا التطور بتقريب المسافات المفترضة بين البشر انقلبت لتصبح نتيجته بعدًاً وجفاءًً حتى بين أفراد العائلة الواحدة. حاول جهاد الزين معالجة هذا المرض على طريقته عبر إبعاد زبائنه عن هواتفهم طوعًا، ولكن المجتمع اللبناني بأكمله يعاني وعلاجه يكون بتوافر إرادة قوية لدى كل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي لاجل ضبط هذا “الهوس”.

 

السابق
الميادين: 140 مقاتل لكل طرف في اليرموك
التالي
الدلال المُفرَط يُفسِد الطفل