السياسة أفسدت مدرسة عين قانا: 100 تلميذ طفشوا

عين قانا
يقطع أحمد يومياً نحو 21 كلم من قريته عين قانا إلى قرية أخرى بهدف التعلّم. وهو واحد من عشرات التلاميذ الذين يقطعون المسافة عينها. إذ ينقل خمسة باصات الطلاب يومياً إلى مدارس رسمية في قرىً مجاورة، رغم وجود مدرسة رسمية فيها. والسبب تعيين مدير جديد لحسابات سياسية، فطفش 100 تلميذ. في التحقيق الآتي مقابلات مع أهل القرية والإدارة وأعضاء البلدية.

لأم أحمد  ثلاثة أولاد يدرسون في مدرسة خارج البلدة. تبرر ذلك بالقول: “مستوى التعليم في مدرسة القرية أدنى بكثير من المدارس الاخرى، من حيث الإدارة والطاقم التعليمي، واتمنى إصلاحها”. وتشكو ام أحمد من المبلغ الذي تدفعه شهرياً كأجرة الباص في ظل غلاء المعيشة.

أمّا أبو علي وهو أب لولدين كانا يدرسان في مدرسة البلدة ثم نقلهما إلى مدرسة أخرى، فسببه أيضا أنّ “مستوى التعليم المتدنّي مقارنةً مع المدارس الأخرى”. كما واجه مشكلة مع أولاده في تعلّمهم “ألفاظا غير لائقة من رفاقهم في المدرسة”!

في السنة الدراسية 2013 – 2014  عدد الطلاب 140 في القسمين الفرنسيّ والإنكليزيّ، في حين كان عدد الطلاب للسنة الدراسيّة 2000 – 2001 هو 230. لكنّ المدير السابق تقاعد في 2002، وبرأي الأهالي أنّ وضع المدرسة كان أفضل في عهده.

 بحسب أستاذ في المدرسة، إمتنع عن ذكر اسمه خوفا من الملاحقة المسلكية، فإنّ “الإدارة دون المستوى المطلوب”. وتابع: “الطلاب السابقون كانوا طلاب علمٍ يحترمون الأساتذة ويحافظون على النظام والنظافة تلامذة هذه الأيام”.

وأستاذ آخر اقترب من التقاعد أفاد بأنّ المدرسة “كانت تستقطب طلابا من القرى المجاورة في التسعينيّات”.

ويقول احد وجهاء القرية إنّ “سياسة الوساطة هي الّتي لعبت دوراً بتعيين مدير المدرسة الحالي”. وهذا ما أكّد عليه أيضاً أحد أعضاء البلدية.

أما رئيس البلدية الدكتور محمد كربلاء فقد اختصر الكلام بأنّه حاول تحسين وضع المدرسة ولم ينجح. وأفاد عضو في المجلس البلدي، إعتذر عن عدم ذكر اسمه، أنّ “جهة سياسيّة في البلدة أصرّت على تعيين المدير الحالي للمدرسة سامي مروة لاعتبارات سياسيّة من دون النظر الى الكفاءة . وير أنّه “من الضروري إصلاح المدرسة من خلال إدارتها، والإدارة هي رأس الهرم الذي بإصلاحه يتمّ إصلاح الطاقم التعليمي ما يؤدّي إلى تحسين المدرسة بشكل عام”.

من جهة أخرى يرى مدير المدرسة الحالي سامي مروة أنّ “ظاهرة النزوح إلى مدارس أخرى هي ظاهرة طبيعية في جميع القرى، والمشكلة تكمن في غيرة أهالي الطلاب كي يتماثل أولادهم مع الأولاد الذين يدرسون خارج البلدة”. وبرهن على كفاءة المدرسة بأنّها “خرّجت عددا كبير من الطلاب الذين وصلوا إلى مراحل تعليمية تؤهلهم الى مستقبل زاهر”.

السابق
هل انخفضت أسعار العقارات في الضاحية الجنوبية؟
التالي
مدير مياه الجنوب: لن نقطع المياه في حال عدم الدفع