يوميات صيداوي على باب المستشفى بالضمان

الضمان الاجتماعي والمستشفى
لم يعرف المواطن ح.ج. انه سيضطر للتوقف عن العمل يومين لانجاز معاملة ادخال زوجته إلى المستشفى بشكل طارئ. غاب عن فكر ذلك المواطن أن ما عايشه في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ما هو إلا عينة صغيرة عن التجاوزات التي تطال حقوق المواطنين المستفيدين من تقديمات الصندوق.

مساء 27 كانون الثاني نقل ح.ج. زوجته ليلاً إلى احدى المستشفيات في مدينة صيدا وبعد الكشف عليها، قرر الطبيب المعالج إدخالها إلى المستشفى. صباح الثلاثاء 28/01/2014، توجه حاملاً الأوراق المطلوبة للصندوق الوطني للضمان مع صورة عن هوية زوجته. قدم المعاملة للموظف المسؤول وجلس ساعتين ينتظر دوره. سمع الكثير من كلام المضمونين الذي حملوا سلامات خاصة للموظفين من أجل الاسراع بإنجاز معاملاتهم، وحين وصل دوره، طلب منه الموظف الاطلاع على تذكرة هوية زوجته، أخبره ح.ج. أنه لا يحملها ولكن المعاملة تتضمن صورة عنها. لكن الموظف رفض اتمام المعاملة واشترط رؤية هوية الزوجة الأساسية. ذكره الواطن أن عدداً من المعاملات التي سبقت معاملته قد جرى الموافقة عليها من دون الاطلاع على هوية أصحابها. رفض الموظف الاجابة وطلب منه مراجعة المدير.

توجه ح.ج. إلى غرفة مدير الفرع وطلب من سكرتيرته السماح له برؤية المدير. في تلك الأثناء حضرت امرأة لتشكر السكرتيرة على تدخلها لانجاز معاملتها، وقالت لها :”لقد ساعدتني كثيراً ولم أعلم أني بحاجة إلى افادة عمل واحضار الهوية معي”. مما يوحي أن المعاملة انجزت بدون اتمام الأوراق المطلوبة.

بعد عشرة دقائق، أخبرته السكرتيرة أن المدير أنهى تناول الأكل ويستطيع رؤيته، صعق ح.ج للأمر، تقول الموظفة أن المدير مشغول وكل شغله أنه يتناول وجبة طعام.

دخل إلى غرفة المدير، وسأله الموافقة على المعاملة مع الوعد بإحضار الهوية لاحقاً. لكن المدير تعجب للطلب، وأجابه :”إن ذلك مخالف للقانون ونحن نلتزم القانون بحذافيره”. جاء الرد ليجعل المواطن يفقد أعصابه ويرفع صوته قائلاً :”بعد كل التجاوزات التي رأيتها، وبعد شكر السيدة للموظفة وبعد تضييع وقت المواطنين أثناء تناولك الطعام، تقول أنك تلتزم القانون بحذافيره؟ …”. إلا أن رفع الصوت والسجال لم يحل المشكلة أمام إصرار المدير على تطبيق ما هو مطلوب، وما كان من المواطن سوى الرضوخ والذهاب للإتيان بهوية الزوجة في اليوم التالي.

يختم الموظف الرواية :”لن أغضب لو أن القانون ينفذ على الجميع، أما أن يكون اختيارياً وحسب مزاج الموظف والمدير، فهذا استهزاء بمصالح المواطنين”.

غاب عن فكر ذلك المواطن أن ما عايشه في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ما هو إلا عينة صغيرة للتجاوزات التي تطال حقوق المواطنين المستفيدين من تقديمات الصندوق.

السابق
تقارير سرّيّة تدين زوج رولا يعقوب البريء قضائيا
التالي
حوري: الولادة الكومية ليست بعيدة